استثمار نتنياهو يرتد عليه

على مدى سنوات طويلة.. هي عمر الانقسام الفلسطيني، استثمر نتنياهو فيه إلى الحد الذي كان يحمل فيه الحقيبة القطرية على كتفيه ويسلمها لحماس، وحين كان يُسأل من قبل معارضي استثماره في إسرائيل، كان يجيب أن سلطة حماس في غزة هي مصلحة استراتيجية لإسرائيل.

هذا الاستثمار البائس والسطحي والصبياني، انفجر في وجهه دفعة واحدة، ليس فقط في موقعة السابع من أكتوبر التي زلزلت الأرض من تحت أقدامه، وإنما في ارتدادات الحرب الانتقامية والشخصية التي يقودها على غزة، والمدانة من قبل العالم كله، والتي وضعت نتنياهو ودولته في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية.

نتنياهو يعاني الآن من انقسام في قمة الهرم القيادي الإسرائيلي، وهو من النوع الذي لا يمكن اعتباره حالة ديموقراطية، بل هو تمرد على زعامته، وتفرده بالقرار، وأبرز مثال على ذلك.. قيام منافسه غانتس الوزير المفترض أنه تحت رئاسة نتنياهو، بزيارة دراماتيكية لأمريكا انفتحت فيها أبواب البيت الأبيض له بعد أن أغلقت وما تزال أمام نتنياهو.

ستنتهي هذه الحرب عاجلاً أم آجلاً، والنتيجة الوحيدة لها بالنسبة لنتنياهو أنه سيدفع ثمن اخفاقاته، وتوريطه إسرائيل في خسائر بشرية واقتصادية ومعنوية هائلة، وقد تكون الخلاصة في نهاية الأمر أن تكون ولايته السادسة هي آخر ولاية له، إذا كان هنالك بقية من عقل في إسرائيل.

Loading...