شهادة وفاة مرحلة

 

في اللقاء الموسع الذي تم بدعوة من الأصدقاء الروس، فشل المضيفون والضيوف في تفسير النتائج الصفرية التي أسفر عنها اللقاء.

الروس تحدثوا عن اتفاق الفصائل على مواصلة الحوار.

والفصائل لم تقل شيئاً مختلفاً عما قالته بعد لقاء الجزائر ولقاءات العواصم الأخرى، والمخرج الدائم لهذا الفشل هي جملة "اتفقنا على مواصلة الحوار".

ما حدث في موسكو له طعم كريه، إذ أنه جاء والشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة في غزة مع حرب اخضاع مستحيلة في الضفة، وحين تم الاجتماع في موسكو، كان شهداء غزة قد تجاوزا الخمسة وعشرين ألفاً واضعافهم من الجرحى والمعاقين، إلى جانب فقدان الملايين للمأوى والحد الأدنى من شروط الحياة، ذلك كفيلاً بأن يفكر من لا يزالون يدّعون قيادة الشعب الفلسطيني بصورة مختلفة وأن يزفوّا للعالم نبأ توحدهم ووداعهم النهائي للإنقسام.

غير أن الذي حدث هو أن الإبادة مستمرة، والانقسام مستمر، وانتظار دعوات للحوار في عواصم أخرى يراود أذهان الذين أدمنوا على تلبية الدعوات دون نتيجة تذكر.

لقد أثبتت الفصائل التي تحاورت ما يزيد عن المائة ألف ساعة، ومن خلال تبريرها للفشل بدا كما لو أنها بصدد الحوار مدى الحياة، أثبتت أنها تعيش في وادٍ وما يجري على الأرض في وادٍ آخر، وأن الزلزال الذي بدأ في السابع من أكتوبر ويتواصل حتى شهره السادس هز أركان الكون، ولم يهز شعرة من أجسام الفصائل التي ما تزال تتحاور، وكأن المذابح التي تجري على أرض الوطن مجرد فيلم يشاهدونه على شاشات التلفزيون كما يشاهدون مباريات المونديال.

هذا حرام.. وهذا عيب، وهذه شهادة وفاة لمرحلة دون أن نحصل على شهادة ميلاد لمرحلة جديدة يجب أن تأتي.

 

Loading...