مثلما قُبلت عضوية إسرائيل....

 

في السادس من آذار للعام 1949 قَبِلَ مجلس الأمن الدولي عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.

ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا، يعيش الفلسطينيون نكبة أصلية ولّدت عدة نكبات، كما عاش الشرق الأوسط حروباً أكلت مئات الألوف من البشر، أكبرها كانت امتداداً للنكبة الأصلية، وكثير منها بتأثير منها، وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن لم يهدأ الشرق الأوسط، ولم تغب القضية الفلسطينية عن موقعها المركزي كأحد أهم وأفعل مسببات الاضطراب والاشتعال من أقصى الشرق الأوسط إلى أقصاه.

ولدت دولة إسرائيل، وحاول مؤسسوها طمأنة أنفسهم بمقولة ثبت بطلانها، وهي أن الكبار يموتون والصغار ينسون، صحيح أن أكثر من جيل مات، إلا أن حكاية النسيان هذه بدت من خلال دروس وعبر الواقع، كمجرد صفير في الظلام.

فما الذي يجري بعد ثلاثة أرباع القرن، من وهم موت الكبار ونسيان الصغار؟

الذي يجري بالضبط.. أن حرباً أكثر ضراوة من كل الحروب التي سبقت تشتعل من غزة والضفة ولبنان حتى باب المندب، وأنه ومهما اختلفت الأجندات في هذه الحرب، إلا أن مركزها القضية الفلسطينية، فإن لم تكن هي السبب فهي الذريعة، وفي كلا الحالتين ينتشر الحريق ولا يتوقف عند حدود الشرق الأوسط.

تأخر العالم الذي منح إسرائيل وضع الدولة العضو في الأمم المتحدة في تصحيح خطأه، وها هي الفرصة تسنح من جديد لتصحيح هذا الخطأ، فالعالم الذي يجمع على حتمية قيام الدولة الفلسطينية كشرط أساسي لاستقرار إقليمي ودولي، عليه أن ينفذ ذات السيناريو الذي ظلم الفلسطينيين في العام 1949، بأن يصدر قراراً من مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وأن يكون نفّذ العضوية فعلاً على الأرض وفوراً بتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره على أرض وطنه، فالشعب الفلسطيني جديرٌ بأن يُنجز ولادة دولة هي الوحيدة التي لم تولد في تاريخ البشرية حتى الآن.

 

Loading...