استمعنا لخطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه الرئيس بايدن أمام الكونجرس، وشاهدنا الانقسام الأمريكي بالتصفيق.
كان بمثابة بداية ملفتة لحملته الانتخابية الرئاسية، تحدث فيه عن القضايا الأمريكية الداخلية وهذه مسألة لا تهمنا كثيراً، لأن الذي يهمنا فعلاً هو ما قاله عن حرب غزة.
كان وصفه للحالة الغزية دقيقاً، من حيث إشارته إلى موت الآلاف وأكثر من نصفهم أطفال، إلى جانب اقترابه من البكاء على كثرة الأيتام والأرامل والناس الجوعى، وفاقدي العلاج والمأوى.
وقرر لمعالجة هذه الحالة إقامة ميناء قبالة بحر غزة لنقل المساعدات بعد أن لم تنجح أمريكا العظمى من نقلها براً وجواً.
كل ما قاله الرئيس بايدن يندرج تحت بند الاعتراف بفداحة ما تتعرض له غزة على يد الجيش الإسرائيلي، صحيح من حيث الوصف وناقص كثيراً من حيث المعالجة، وهو يعرف أن نتنياهو الذي جر أمريكا وراءه في حربه القذرة، وجعلها شريكاً مباشراً فيها، سيواصل الحرب حتى رفح، وهذا ما قاله في تصريحات استباقية قبل خطاب حالة الاتحاد بساعات.
إن غزة والمنطقة بأسرها بحاجة لما هو أكثر بكثير من بعض غذاء ودواء وماء، على أهمية ذلك بالنسبة لغزة وإلحاحيته كذلك، فالمنطقة بحاجة أولاً لوقف هذه الحرب الهمجية، التي تنفذ بسلاح وذخائر ومال وتغطية أمريكية، فهل تقرر أمريكا معالجة الأمر جذرياً بوقف هذه الحرب وهي تعرف أكثر من غيرها كيف، أم تواصل لعب دور الوساطة مع أنها شريك.
أمريكا وحدها من تملك الإجابة عن ذلك بالقرارات والسلوك وليس بمجرد الكلام والوعود.