إسرائيل ورزنامة الحرب على الفلسطينيين

على حيطان غرف العمليات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، تعلّق رزنامة يطغى عليها اللون الأحمر كعلامة خطر، تتطلب استنفاراً كما لو أن معركة خطرة قادمة على الطريق.

استنفار مسبق في ذكرى النكبة.

استنفار في ذكرى يوم الأرض.

استنفار في ذكرى معركة الكرامة.

ولو ألقينا نظرة على كل أيام الرزنامة لوجدناها جميعاً تدعو إسرائيل إلى استعداد واستنفار، ولا نغالي لو قلنا أنها حرب محطاتها رزنامة الوقائع الفلسطينية.

ما يضيء إشارة حمراء خاطفة للأبصار، ليس يوماً ولا مناسبة بل شهراً كامل، هو شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس، إنه شهر نحبه منذ أتى ذكره في القرآن ونستقبله كل سنة بطقوس تملأ قلوبنا بالفرح والحنين لأيام الطفولة، والسهر بين العبادة والليالي الجميلة، وحقيقة هو شهر خير من ألف، غير أنه ليس كذلك عند الإسرائيليين أصحاب رزنامة الحرب على الفلسطينيين، فهو شهر يخيفهم كما لو أنه جيش جرّار لا يقف على الحدود، وإنما يتغلغل في كل الأماكن والنفوس.

والآن وحرب الإبادة تتواصل على غزة وحرب الانتقام تتواصل على الضفة، والحصار يتضاعف على القدس، حيث الأقصى، يبدو العالم كله في سباق مع شهر رمضان من بايدن إلى أصغر جندي في جيش الاحتلال، إننا نريح الإسرائيليين والامريكيين والعالم لنخلصهم من الرعب الذي ملأوا أنفسهم بهم حول شهر رمضان، لنقول لهم كلمة مختصرة.

ليس رمضان المشكلة ولا رزنامة الأيام المعلقة على جدران وزارة الدفاع.. المشكلة هي في الاحتلال، فما دام قائماً فكل يوم يخيف.

Loading...