نُشر تسريب عن مشادة حادة بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت، حول الجهة التي يجب أن تتولى توزيع المساعدات التي ستصل إلى قطاع غزة.
الوزير يرى الاستعانة بالسلطة، بينما قال رئيسه أنه لا يريد سماع كلمة السلطة، أي أنه يرفض أي وجودٍ لها أو لأي شخصيات منها أو من فتح لأداء هذه المهمة الإغاثية.
ما الذي يعكسه هذا التسريب؟
إنه بالضبط يؤشر على حال السلطة كما تريدها إسرائيل أن تكون، إذ هي تتراوح بين رفض أي دور لها إلا إذا تغيرت وفق مواصفات نتنياهو، أو القبول بدور إغاثي أقل حتى من وكالة الغوث كما يريد غالانت، وفي الحالتين تنخفض الأسقف إلى ما دون الحد الأدنى لسلطة يفترض أنها مقدمة لدولة!
هكذا يفكرون في إسرائيل، وإلى هذا الحد وصل الاستخفاف بالفلسطينيين، شعباً وقضيةً وقيادة.
وفي هذه الحالة يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام اختبار هم وحدهم من يحدد نتيجته، هل هم بحاجة إلى قيادة حقيقية ترقى إلى مستوى التحديات المصيرية التي يفرضها الإسرائيليون ومن معهم؟ أم أن دوراً شبيهاً بل أقل من دور وكالة الغوث في انتظارهم؟
إن الشعب الفلسطيني اختُبِرَ في كل الظروف الصعبة وأثبت جدارة في الصمود وتكريس وطنيته وحقوقه، ورحم الله ياسر عرفات الذي قال.." إن الشعب الفلسطيني أفضل من قيادته "، قالها حين كان الشعب والقيادة في خندق واحد وكان العدو قبل الصديق ينظر جدياً إلى هذه الظاهرة القوية حد التفوق.