الفصائل وسجالات ما قبل غزة

 

عادت الطبقة السياسية إلى ما كانت عليه منذ أيّام الانقسام الأولى.. وكأن لا حرب إبادة في غزة، ولا ترتيبات دولية يغيب عنها الفلسطينيون لتحديد مصيرهم.

رغم شهور طويلة وشديدة القسوة وغزيرة الخسارات، أظهرت المواقف الناشئة عن تكليف الدكتور محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة، أن الانقسام الذي فشل العالم كله من القاهرة إلى الجزائر إلى موسكو وما بينها في احتواءه ولا نقول إنهاءه.. أضحى معضلة مستحيلة الحل.

العالم كله يعلن تضامناً غير مسبوق مع الفلسطينيين وحتمية حل قضيتهم بما يرضيهم، وبما يتفق مع حاجات المنطقة والعالم إلى استقرار راسخ يبدو كما لو أنه في واد والفصائل الفلسطينية في وادٍ آخر.

نتيجة ذلك أن التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني والتي ما يزال يقدمها تفقد الأرضية السياسية الوطنية التي تقف عليها.

بعد فشل لقاءات القاهرة والجزائر وموسكو، وأثناء السجال الملتهب بعد تكليف الدكتور محمد مصطفى بتشكيل حكومة، ماذا سيقول العالم عن الحالة الفلسطينية، والأخطر من ذلك كيف سيتعامل الخصم معها وعلى رأس مهماته تبديد الوجود السياسي للشعب الفلسطيني بالإبادة والتهجير والإلغاء.

ليس مؤسفاً فحسب ما يجري بل إنه تواصل مقيت للنكبة الثانية التي هي الأفدح في تاريخ الشعب الفلسطيني.

Loading...