منذ تأسيسها وقناة الجزيرة القطرية تثير جدلاً واسعاً في فتح، وقد تنوعت الآراء والتقديرات حولها.
البعض صنفها معادية لتركيزها المفرط على الفساد في السلطة، وبعض آخر رآها منبراً مؤثراً ينبغي الإفادة منه، ذلك مقابل بعض دعا إلى مقاطعتها حيث وزعت منشورات بهذا المعنى.
إرتفع منسوب التحفظ على الجزيرة حين وقع الانقسام، وأظهرت تعاطفاً مع حماس، الذي كان تعبيراً عن تعاطف دولة قطر معها، هنا اختلفت المواقف وظهر تيار واسع يراها معادية، وآخرون أقل حدة رأوها متحيزة، وقليلون جداً رأوا ضرورة الإفادة منها كمنبر واسع الانتشار، ولسان حالهم يقول إذا لم تعجبكم فأتوا بمثلها أو بأحسن منها، والمسألة ليست مجرد إمكانيات وموازنات على أهمية ذلك، بقدر ما هي جودة المادة المذاعة، وهذه تتوقف على مهنية العاملين وتعددية الضيوف وإلغاء فكرة المقاطعة أو التعتيم على أي رأي.
ما تزال الجزيرة هي الاوسع انتشاراً من حيث مساحة المشاهدين ورغم ملاحظات مهنية عديدة على معالجاتها، إلا أنها في حرب غزة ظهرت كقناة مقاتلة والفضل في ذلك ينسب أساسا لجيش المراسلين الفلسطينيين الذين يقتحمون الخطر ويتعرضون للإصابة حد القتل.
المنابر الإعلامية لا تقاطع، حتى لو كانت متحيزة لطرف على حساب طرفك فإما أن تقتحمها ما استطعت إلى ذلك سبيلا وأما أن تنافسها بالجودة وليس بالاتهام والشجار وفي زمننا حرب الأثير أكثر شراسة وتأثيرا من حرب الأرض.