أمريكا تشد الحبل بعد أن أرخته طويلاً

بعد ثلاثة "فيتو" اتخذتها الإدارة الأمريكية واحبطت بها رغبة دولية جماعية لوقف الحرب على غزة، ولو بهدن إنسانية، تتقدم اليوم إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، بصيغة هدنة إنسانية، مع إطلاق سراح المحتجزين، ما أزعج إسرائيل التي لا تريد أي تدخل من أي جهة في حربها على غزة وبالذات أمريكا التي تعودت عليها كمجرد داعم مضمون لأي اتجاه تختاره إسرائيل.

أخطأت أمريكا وكلمة أخطأت هي مجرد تعبير مخفف حين أرخت الحبل الإسرائيلي منذ الأيام الأولى لحربها الانتقامية على غزة، وقدمت لحربها كل ما يلزم من مال وعتاد وتغطيات سياسية وحتى إعلامية، ما وفر لدى قادة الحرب "المذبحة" يقيناً بأن أمريكا تقف ورائهم مهما فعلوا.

بعد أن طال أمد الحرب، وتعذر تحقيق أهدافها التي وافق الأمريكيون عليها، وأجمع العالم على ادانة جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل على مدى ستة أشهر، وجدت أمريكا نفسها تحت وطأة اتهام متزايد لضلوعها في الحرب ومسؤوليتها عن السلوك الإسرائيلي الإجرامي فيها.

وحين شرعت أمريكا في تجميل موقفها بإشهار خلاف مع إسرائيل وخصوصاً في مسألة رفح نشأت أزمة مع المدللة إسرائيل ما حمل أمريكا على شد الحبل قليلا لعلها تعقلن الجموح الإسرائيلي قدر الإمكان.

نتنياهو يضغط على الإدارة الامريكية من عقر دارها في واشنطن وله مؤيدوه الأمريكيون في ذلك، وبايدن يلجأ إلى مجلس الأمن تحت شعار حماية إسرائيل من جموحها، ودعونا نرى كيف تتطور الأمور بين الأب الحنون على إسرائيل وبين الابن المدلل نتنياهو.

Loading...