تحية للجزائر

مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع

 

مفهوم أن تستخدم روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الأمريكي، لما فيه من مصطلحات حمّالة للأوجه تضع تفسيرها مبدئياً بيد إسرائيل، فلا مشروع القرار يضمن عدم اجتياح رفح، خصوصاً وأن نتنياهو استبقه بتصريح واضح بأنه سيجتاح رفح في الوقت المناسب الذي يحدده هو، سواء وافقت أمريكا أو اعترضت.

إلا أن ما يدعو إلى الإعجاب، كلمة الجزائر التي كانت في صياغتها ومضمونها لوحة سياسية متكاملة لا ثغرات فيها، إذ كانت بحق كلمة العرب جميعاً كما أفصح مندوب الجزائر الشقيقة. والتي سبق وأن تقدمت بمشروع قرار أحبطته أمريكا، رغم أنه كان أفضل وأجدى ألف مرة من المشروع الأمريكي الذي فشل.

كلمة الجزائر وزانت الموقف داخل المجلس، وأعطت مؤشراً حاسماً على أن وحدة كلمة العرب في أعلى محفل دولي لها وزنها ولها قوة تأثيرها.

صحيح أن العرب كانوا دوماً يتحدثون بلغة واحدة وموقف موحد داخل الأمم المتحدة، بكافة مؤسساتها وأعلاها وأهمها مجلس الأمن.

لكن ما أضحى ضرورة لا غنى عنها أن يظل الموقف العربي واحداً خارج الأمم المتحدة، وفي كل الفعاليات التي تتصل بالقضية الفلسطينية.

وبلغة الحسابات المجردة، فالعرب يملكون الكثير ليضغطوا به حتى على أمريكا ومن يدور في فلكها.

خلال حرب غزة، وفي اليوم التالي الذي يليها لابد وأن يكون العرب أصحاب الكلمة الأهم والموقف الأفعل.

وهذا ما يتعين على العالم أن يتعامل معه بجدية، في الوقت الذي فرضت قضية فلسطين نفسها على العالم كمفصل بين الحرب والسلام، وبين الظلم والعدل، وحين تتحد كلمة العرب وقبل ذلك كلمة فلسطين سنرى التحول الكبير في مجرى القضية وحلها بما يقبل أهلها.

Loading...