الرئيسية

أمران لا يسمعُ بهما الناس...خطايا الغني وموت الفقير.

كانت هذه خلاصة تجسدت في مثل شعبي يختصر أحد قوانين الحياة اعتماداً على من أنت وليس على ما فعلت، فإن كنت قوياً.. إذن فأفعل ما شئت ولن يحاسبك أحد.

كانت هذه هي القاعدة التي تنطوي على كثير من الظلم والتمييز.. لكن لكل قاعدة استثناء.

هناك في البحر الكاريبي جزيره جميله يظهر الآن أنها كانت جزيرة الخطيئة.

حيث كانت تجلب الفتيات القاصرات إلى الجزيرة البعيدة في البحر الكاريبي والتي يمكن الوصول لها بالطائرات أو اليخوت الفارهة، مئات من كبار الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية كانت على قائمة زوار هذه الجزيرة، هذه الشخصيات التي أمر قاضٍ أمريكي شجاع بكشف الستار عنها للتحقق في احتمال ارتكاب جريمة الإتجار بالبشر.. والإستعباد الجنسي بعد انتحار (أو قتل ) مالك الجزيرة الملياردير جيفري ايبستين في السجن المدان على نفس القضية.

 لقد أثارت قضية موت ايبستين في السجن انتباه الرأي العام الأمريكي.. إذ كيف لرجل له كل هذا النفوذ والعلاقات مع قيادات كبيره كانوا من زوار جزيرته أن يموت بالسجن انتحاراً. لا بد أن ما جرى في جزيرته كان سبباً كافيا عند زوار جزيرته لدفن تلك القضية أو دفن صاحبها كضمان لاستمرار الصمت على كل التفاصيل بما فيها أصوات البنات القاصرات الشاكيات في جزيرة الخطيئة.

 ما الذي يهمنا نحن الفلسطينيين والعرب من هذه القضية، مع تدفق المعلومات والتي لم يعد بالإمكان أن تبقى طي الكتمان. فلقد بات معروفا أن السيد ايبستين صاحب هذه الجزيرة على علاقة مع جهاز الموساد الاسرائيلي.. ما يعني أن كل من زار وكل ما دار من أحداث هناك.. التقطت لها الصورة المطلوبة لتكون قيداً أبدياً على أصحابها.. سيبدو الآن مفهوما أكثر لماذا كانت كل هذه الشخصيات الكبيرة قد تخلت عن كلمتها إذا تعلق الامر بقضايا العرب وفلسطين في مقدمتها.. كانوا يصمتون لأنهم كانوا يتذكرون صورهم التي التقطت. فلاذوا بالصمت وتخلوا عن قيمتهم كرجال ونساء أحرار الذين لو شاءوا لقالوا ما أرادوا....

كل من سيتابع مجريات هذه الفضيحة سيتعلم بعض الأشياء.. منها أن (ايبستين) ومشغليه لم يحترموا ولم  يناقشوا زوار جزيرته  بفكرةٍ أو قضية. بل أوقعوهم في قبر وهم أحياء.

وسيتعلم من لم يذهب بعد إلى تلك الجزيرة.. أن لا يذهب هناك أبداً إذا أراد أن يكسب نفسه ولا يخسرها..

هنا ينعكس معني المثل الشعبي عن خطايا الأغنياء وموت الفقراء.. لأن موت فقراء غزه صار الحقيقة التي تحرر الأغنياء والفقراء على حد سواء.. وفي كل العالم.