غوتيريش... في رفح!

 

هذه المرة رأي مسار سيكون حول الرجل الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتحمله المسؤولية الكبرى حيال ما يجري في غزة، إنه الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش، الذي لولا التزاماته الكثيرة لنقل مكتبه إلى رفح، ليقف عن كثب على مهماته كأمين عام ليس لجهاز الأمم المتحدة ولكن للضمير الإنساني برمته.

غوتيريش الذي تقوم إسرائيل بأوسع حملة مسعورة ضد بقاءه أميناً عاماً للأمم المتحدة، يتحدى ويقف في وجه كل من لا يريد إنهاء هذه الحرب القذرة، يقف كما لو أنه جندي حارس على ما تبقى من إنسانية لدى البشر في هذا العصر.

هذا الرجل الذي فاجئ العالم بإنسانيته ودأبه وشجاعته، حين كان الجميع يخشى من الهجمات الصهيونية على أي أمين عام للأمم المتحدة لا يعجب إسرائيل وأمريكا، ظهر كما لو أنه المتحدي الأول لهذا الاجرام الذي تعاني منه غزة وتدفع ثمنه مئات الشهداء والجرحى كل يوم.

لقد دخل غوتيريش التاريخ كشخصية نادرة ذات حضور قوي في معادلة القتل والإجرام التي تتواطىء عليها قوى عديدة في العالم، وها هو يقف في رفح ولو سمح له لدخل إلى غزة، وتعاطف مع أهلها وقام بتوزيع المؤن لمحتاجيها.

تحية من القلب لهذا الرجل العظيم ولن ننسى كعرب وفلسطينيين أفضاله في أطول وأصعب وأشرس معركة خاضها الفلسطينيون بمفردهم في هذا الزمن القاسي.

Loading...