رغم كل الحملات التي يتعرض لها نتنياهو، من خلال معارضيه الإسرائيليين ومنتقدي سياسته من قبل الأمريكيين والأوروبيين، إلا أنه ما يزال سيد اللعبة بلا منازع عن الجانب الإسرائيلي.
أساس لعبته هو عامل الوقت الذي يحقق من خلاله عدة أهداف داخلية وأمريكية.
الأهداف الداخلية البقاء أطول مدة ممكنة صاحب القرار السياسي والعسكري، حتى لو تعددت الإطارات التي تعالج الحرب وتطوراتها ويتسرب عنها بين وقت وآخر وقائع اختلافات حادة معه.
ومن الأهداف الداخلية كذلك استخدام الحرب وما يصفه بالنصر المطلق، ضد خصومه ومنافسيه، بما يظهرهم كما لو أنهم أقل تصميماً منه على كسب الحرب، وتحديد نتائجها مهما طال أمدها.
أمّا الأهداف الخارجية وأهمها بالطبع استمراره في مشاغلة الإدارة الأمريكية، وإظهار أكبر مساحة من الاستقلالية عنها بما يرضي المتشددين الإسرائيليين ويكرس مكانته فيهم على أنه الرجل القوي الذي لا يرضخ لأمريكا ولا يحيد عن سياسته المشتركة معهم، ومن أجل ذلك نصب العديد من الكمائن تجلت في إدارته المتأنية والمناورة لمفاوضات التبادل، إذ وضع الجميع بمن فيهم مندوبيه تحت ضغط الأسقف المنخفضة التي لا يستطيعون بفعلها إلا مجرد نقل الرسائل الحرفية منه وإليه، وبذلك يكسب المزيد من الوقت الذي هو العامل الأساس في بقاءه في مركز القرار، والتزام الآخرين بهدف "نصره المطلق".
نتنياهو لا يضيع ولو دقيقة واحدة لتثبيت مكانته المحورية في السياسة الاستراتيجية الإسرائيلية، إذ وضع خصومه الداخليين في حالة عجز تام عن التأثير في سلوكه. كما وضع الأمريكيين في حالة تظهره كما لو أنهم مجرد تابعين له، رغم تصريحان النافذين منهم مثل السيناتور شومر، الذي ينشغل الآن في تبرير مجرد طلبه إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل وهذا ما دفع نتنياهو ومن معه إلى فتح معركة شرسة ضده في قلب واشنطن.
كمائن نتنياهو وأحابليه ما تزال تعمل بكفاءة وما زال منافسوه ومنتقدوه في حيرة من أمرهم وفي حالة عجز عن النيل منه.