يعرف العالم وبالخصوص الإدارة الأمريكية أن مسدس نتنياهو لم يبق فيه سوى طلقة واحدة مكتوب عليها "رفح".
وحتى الآن يبدو التهديد بها أكثر فاعلية من اطلاقها!
الفيتو الأمريكي الذي غطى حرب نتنياهو من بدايتها إلى الثلث الأخير منها، انسحب من المشهد ليحل محله اقتناع جعل طلقة رفح عارية عن أي غطاء.
ولا يستبعد أن يؤدي ذلك بنتنياهو إلى اطلاقها، وساعتئذ سيكتشف بانها عديمة الجدوى، إذ سيفرغ مسدسه من الذخيرة، دون أن يستطيع زفّ البشرى بأنه حقق النصر المطلق الذي ما يزال وعده الأخير.
اكتسب نتنياهو لقب الملك حين كانت اللعبة التي يؤديها مضمونة النجاح داخل إسرائيل، بفعل غياب منافسين أقوياء يمتلكون قدرة إزاحته عن العرش، وداخل أمريكا وحين كان متحالفاً مع أجهل رئيس أمريكي في شؤون الشرق الأوسط دونالد ترمب، أما الان فقد كبرت اللعبة عليه بشقيها الداخلي، حيث الانهيار الفادح في مكانته الشعبية، أمّا الخارجي فحدث ولا حرج، والعنوان هنا ليس الامتناع عن الفيتو الأمريكي، وإنما تصويت العالم كله بالإجماع على نزع الطلقة الأخيرة من مسدسه التي أسمها رفح.
استخدم نتنياهو إمكانيات ضوئية في حربه الأخيرة على غزة، أي حرب بقاءه في سدة الحكم والقرار، وكل يوم يسعى فيه إلى نصره المطلق المزعوم، كانت الدائرة تضيق عليه، ما حوله من الملك الساحر إلى الملك اليائس، وشتّان ما بين الحالتين.