مقالات مختارة

نتنياهو خطير على أمن إسرائيل

بقلم: يوسي فيرتر

في ذروة الهجوم على الديمقراطية الذي قاده بنيامين نتنياهو، حيث الشعب منقسم والاحتياط ممزق والتهديد الامني ازداد والاقتصاد تحطم والعالم تنكر لنا – كان هناك من تساءل: من اجل ماذا يعمل رئيس الحكومة؟. هذا السؤال مهم الآن أكثر من أي وقت مضى. عندما يتصرف الشخص الذي يتمسك بالحكم وكأنه قرر انزال كارثة على الدولة التي بصعوبة تجاوزت الانقلاب النظامي. لاسباب سياسية هو يتصرف بوقاحة مع الرئيس الأميركي ويطلب منه فرض الفيتو على قرار اعلاني في الامم المتحدة ويضيف الى ذلك تهديداً. وعندما لا يستسلم الرئيس الأميركي يقوم بالغاء سفر البعثة الاسرائيلية الى واشنطن، وبذلك هو يضر مباشرة بمصالح اسرائيل وبالجيش الاسرائيلي الذي يقاتل في قطاع غزة. هو يقوم بقطع أنفه كي يغضب وجهه. يوم عمل آخر في مكتب زعيم يتصرف كديكتاتور تشوش عقله تماما.
من هم الزعماء الذين يتجرؤون على تهديد رئيس الولايات المتحدة؟ زعيم ايران وزعيم كوريا الشمالية، اللذان لم يحصلا من الادارة الأميركية على مساعدات عسكرية واستراتيجية ودولية غير مسبوقة، التي بدونها كانت اسرائيل ستجد صعوبة في ادارة المعركة في غزة. لم يقل أحد في العالم عن نتنياهو بأنه شخص منطقي. ولكن عدم المسؤولية الذي يظهره في هذا الوقت الحساس، حيث الجبهة الشمالية تهدد بالاشتعال في أي لحظة، كيف تستطيع اسرائيل أن تواجه حزب الله بدون الولايات المتحدة؟ ما هو المنطق في تفاقم الازمة القائمة اصلا بين الدولتين؟ بدلا من مهاجمة رفح يقوم بمهاجمة واشنطن. وحتى المقولة السائدة بخصوصه، أنه يأمل فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في هذه السنة، اصبحت غير صحيحة. فترامب يكرهه بدرجة لا تقل عن بايدن. اليوم نشرت اقتباسات من مقابلة اجراها مع "اسرائيل اليوم". لقد ظهر مثل تشاك شومر: اسرائيل يجب أن تنهي الحرب وتتقدم نحو السلام، قال وحذر من أنها آخذة في فقدان دعم العالم.
نتنياهو خطر على اسرائيل. كل لحظة يجلس فيها في مكتب رئيس الحكومة هي خطر واضح على أمن اسرائيل. هو يلعب بالنار على حسابنا. التهديد العلني بعدم ارسال البعثة كان يمكن تمريره بسرية الى البيت الابيض. العلنية استهدفت فقط استعراض عضلات امام بايدن، واسعاد قلوب القاعدة، أن يخرج بطل. كان يمكنه أن يعبر بطرق مختلفة عن عدم الرضى من قرار مجلس الامن وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، لكنه اختار اسوأ الطرق على حساب اسرائيل. في هذه الاثناء نتنياهو هو الذخر الاكبر ليحيى السنوار وايران وحزب الله. فطالما أنه موجود في الحكم ومحاط بعصابة المستوطنين المتطرفين الذين يسيئون لسمعة الدولة، ومحاط بالحريديين الذين يفرضون عليه الدفع قدما بقانون يشجعهم على التهرب من الخدمة العسكرية ويضر الاقتصاد بشكل كبير،
الضرر الذي تسبب به أمس لمصالح اسرائيل السياسية – الامنية هو فقط المسؤول عنه. ومثلما فعل مؤخرا اكثر من مرة فانه لم يشرك في قراره مجلس الحرب (بالطبع باستثناء المقرب منه رون ديرمر). بني غانتس وغادي ايزنكوت يستمران في خداع انفسهما بأنهما يساهمان ويؤثران ويساعدان في توجيه السفينة نحو الاتجاه المطلوب.
اذا كان يوجد لدى غانتس أي شك حول ما يفكر فيه نتنياهو عنه، جاء رد رئيس الحكومة (ليس الليكود) على الرد المستخذي لرئيس المعسكر الرسمي على منع ذهاب البعثة الاسرائيلية الى واشنطن، وأوضح له بشكل جيد موقفه. "رئيس الحكومة نفسه كان يجب عليه أن يسافر"، قال غانتس. نتنياهو رد على الفور "بعد أن رحبت حماس بالقرار... غانتس ما زال يقترح ارسال البعثة هذا المساء". أي أن غانتس يساوي حماس. هذه هي الرسالة التي اراد رئيس الحكومة ارسالها، لا يمكن تفسير ذلك بشكل مختلف. الى انجازات نتنياهو (أول أمس نسب لنفسه الفضل في تصفية "هامان") اضيف أمس انسحاب جدعون ساعر من الحكومة. رئيس اليمين الرسمي، الذي أمل نتنياهو أن يبقيه الى جانبه حتى بعد انسحاب غانتس وايزنكوت، سبقهما. ساعر وعد اكثر من مرة بأنه سيبقى الى حين انتهاء الحرب واعادة المخطوفين، لكن في الفترة الاخيرة تبين له بأنه لا توجد أي اهمية لوجوده في الكابنت السياسي – الامني. الامور يتم تقريرها في مجلس الحرب (كما قلنا ايضا هناك لا يتم الامر دائما). في حين أن الجسم الاصلي تحول، حسب تعبير ساعر، الى برلمان. لهذا الامر توجد الكنيست. من المعارضة، متحرر من المسؤولية الجماعية، سيكون اسهل عليه ادارة الحرب وأداء المجلسين (كابنت الحرب والكابنت السياسي الامني).
في وضع مختلف، كان غانتس وايزنكوت سيقفان أمس الى جانب ساعر. دورهما التاريخي في حكومة الطوارئ انتهى. تتم اهانتهما كل يوم. في البعثة التي الغيت كان يجب مشاركة ممثلين عن الموساد والشاباك لمناقشة صفقة المخطوفين. أي أن نتنياهو مس ايضا باحتمالية عقد الصفقة. أين هما؟ غانتس يعرف أنه قطعة قماش بالية. لقد تعود على ذلك من الفترة السابقة الى جانب نتنياهو، لكنه أسير الاستطلاعات التي تدل على أن اغلبية المصوتين له يؤيدون بقاء المعسكر الرسمي في الحكومة. لقد رسم لنفسه خطا في الرمل: سن قانون التجنيد – التهرب. يبدو أن الموعد النهائي هو 30 حزيران، وهو الموعد الاخير للمصادقة على القانون. حتى ذلك الحين سيحاول "التأثير من الداخل" وكأن هناك أي أحد سيسمع ما يوجد لديه ليقوله.

عن هآرتس

Loading...