نتنياهو ونكتة الاستقلال عن أمريكا!

 

أثارت مناورة نتنياهو بمنع وفده من الذهاب إلى أمريكا احتجاجاً على موقفها في مجلس الأمن، موجة من سخرية عارمة في الشارع الإسرائيلي أولاً، وعلى مستوى كبار الكتاب والصحفيين، وكذلك على المستوى الأمريكي الذي أظهر استخفافاً بمناورة نتنياهو، مصحوبة بثقة من أنه لن يستطيع الاستمرار في المناورة أكثر من أيام قليلة. وهذا ما حدث بالضبط.

لأن نتنياهو الذي خفّت حاملات الطائرات الأمريكية في أكتوبر الماضي لحماية كيانه، وأقامت جسراً جوياً من واشنطن إلى تل أبيب لينقل آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر، وأرسلت العديد من الخبراء العسكريين مزدوجي الجنسية إلى إسرائيل للقتال في غزة، وطيلة الحرب التي استغرقت ستة أشهر حتى الآن، قدمّت لإسرائيل من الدعم السياسي والإعلامي ما لم تقدمه لأية دولة أخرى.

نتنياهو الذي عرف هذا كله يبدو منعزلاً تماماً عن الحقيقة والواقع، حين يسوّق لجمهوره استقلالية مفتعلة عن الأمريكيين، تبدو أمام كل ما تقدم مجرد نكتة تدعو للضحك وليس إلى أي شيء آخر.

أرسل نتنياهو طالباً موعداً جديداً للوفد الذي ألغى زيارته، وداعبه الأمريكيون بأن وعدوه بتحديد الموعد في الوقت المناسب، قد يكون غداً أو بعد غد، أو قد يكون حدد في التو واللحظة، غير أن الذي لم يعلن وهو الأهم أن نتنياهو يقبل الأيادي والأرجل سراً وعلناً من أجل أن يحظى بزيارة، وكل ما يفعل مع أمريكا وكل السخط والمرارة حد التهجم على إدارتها تصب في هذا المطلب الذي فيما يبدو لن يتحقق إلا إذا فعل حرفياً ما يريده البيت الأبيض بلا مناورة ولا رتوش.

 

Loading...