تشكلت الحكومة الفلسطينية التاسعة عشرة، بعد مخاض صعب، ومعارضات وصلت حد التنبؤ بعدم تشكيلها، وإن تشكلت فلن تفلح في أداء مهامها.
بعد أن تشكلت، وعُرفت أسماء أعضائها، سوف تدخل في الامتحان الأصعب، الذي دخلت فيه كل الحكومات التي سبقتها، والتي لم تتجاوز نسبة النجاح فيها العشرة بالمائة.
لا تقوّم الحكومات وفق كتاب التكليف الذي يطلب منها انجاز كل الآمال التي تراود المواطنين، دون أن يكون بيدها أقل الإمكانيات لذلك.
كما لا تقوّم بحجم التشجيع الدولي لولادتها، ودائماً ما يكون التشجيع كبيراً وواعداً، ولكن حين تتشكل الحكومة يكون التخلي أكبر والوعود تتبخر.
الحكومات تقوّم في بلادنا حين يرى المواطن تغييراً حقيقاً في حياته تصنعه الحكومة.
ليس مطلوباً منها أن تنهي الانقسام مثلاً، ولا أن توقف العدوان على غزة، ولا أن توقف الاستيطان، فهي وإن تعهدت العمل من أجل ذلك كله إلا أن القدرات تبدو متواضعة تماماً تجاه كل هذه المهام.
المواطن الذي يفترض أن تتشكل الحكومات من أجل خدمته سوف يراقب، فإن وجد تغييراً إيجابيا في إدارة شؤونه وتوفير مستلزماته فسيعرب عن ذلك، وإن لم يجد فسوف يصدر حكمه مثلما أصدره على كل الحكومات السابقة.
هذا هو المقياس والاختبار، يبدأ من أول يوم والنتيجة تظهر من أول مائة يوم ولنرى.