من جريمة ذبح الأب توما كبوتشي التي استندت خرافة صناعة الخبز من دم الأخيار إلى جريمة الإبادة في فلسطين التي استندت ضمن إحدى تبريرات نتنياهو إلى نبوءة إشعيا، الاختلاف في عدد الضحايا وتطور أدوات الذبح، أن يعقوب عنتابي ومراد فارحي الأمس هم نتنياهو وبن غفير وسموتريتش اليوم والحاخامات الشهود هم قيادة الكيان. وللصدفة هم نفس العدد 16، ستة في مجلس الحرب وعشرة هم مكونات الكابينيت.
ذُبح الاب توما ومعاونه في واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها عصابات من اليهود في سوريا باسم الدين سنة 1840 في دمشق، إذ قام مراد فارحي برعاية وإشراف الحاخام الأكبر يعقوب العنتابي بذبح الأب توما وتصفية دمه لصُنع فطير العيد في يوم الغفران. للعلم وتخليداً للأب توما سميت باسمه إحدى بوابات دمشق.
انتشر في ذلك العام مرض الجدري وبحكم ممارسة الأب توما للطبابة فقد كان يقوم بتطعيم السكان ضد الجُدري والعناية بهم وبناء على تخطيط مسبق واستغلالاً للطبابة فقدإستقدمه حاخامات اليهود بذريعة تطعيم أبناء اليهود المقيمين في حارة اليهود ضد وباء الجدري، وقد لبى طلبهم وذهب هو وخادمه إبراهيم وقد كان بانتظارهما ستة عشر من أفراد العصابة ومن بينهم أربع حاخامات هم: -
موسي أبو العافية، يعقوب العنتابي (كبير حاخامات اليهود في الشام) موسي بيماد، يهودا سلاميكي، أمّا بقية الحاضرين فهم: - داوود هراري، هارون هراري، إسحاق هراري، يوسف هراري، خادمهم مراد الفتال، مائير فارحي، مراد فارحي، يوسف فارحي، سليمان سلوم، هارون أسلامبولي، أصلان رفائيل، إسحاق بيجوتو، يوسف لينادو.
وأثناء التحقيق، يقول مراد فتال، بعد أن فضح أمرهم، أنهم قاموا بتقييد (الأب توما)، ووضعوا في فمه خرقة بيضاء، ثم قُذفوا به إلى الأرض واجتمعوا حوله وأحضروا طبق نحاس، ووضعوا رقبة الأب توما فوق الطبق، وقام مراد فارحي بذبحه وقام الباقون بتثبيت جذعه حتى لا يتحرك إلى أن تتم تصفية دمه بالكامل، وبعد تصفية دمه، قاموا بتقطيعه إرباً وقذفه في مياه النهر، ثم أعادوا الكرة مرة أخرى مع خادم الأب توما "إبراهيم عمارة" وقد تم إثبات الجريمة من خلال الوقائع والأدلة التي حصل عليها التحقيق وكان من أهمها العثور على عظام ولحم وقبعة الأب توما وشعره وشهادات الأطباء واعتراف المجرمين أنفسهم.
أصدر الحاكم العام شريف باشا حكماً بالإعدام على عشرة من المتهمين أمّا الباقين فقد توفي أثنين منهم أثناء التحقيقات واعتبر الأربعة الباقون شهود إثبات بعد اعترافهم، وصُودق على الحُكم، لكنه لم ينفذ بناءً على تدخل القنصل الفرنسي في دمشق والطلب من شريف باشا تحويل قرار الحكم بالإعدام إلى إبراهيم باشا القائد العام للجيوش المصرية في بلاد الشام للمصادقة عليه.
كل محاضر ووقائع هذه الحادثة مسجلة في المحاكم الشرعية في حلب، حماة ودمشق، وقد حصل المستشرق الفرنسي شارل لوران على نسخة منها ونشرها في كتاب بعنوان في حادث ذبح الأب توما وخادمه إبراهيم عمارة.
وصل المحاميان اليهوديان إسحاق كريميو (فرنسي)، وموسى مونتفيوري (بريطاني). إلى الإسكندرية واستطاعا أن يقنعا محمد علي باشا بإصدار أوامره بالتوقف عن ملاحقة اليهود المُتهمين بقتل الأب توما وخادمه وفعلا أمر شريف باشا بإطلاق سراح اليهود المعتقلين، ومنح الهاربين والمطلوبين الأمان وعودة الجميع الي أعمالهم وكأن شيئاً لم يكن.
لقد خضع محمد علي باشا لضغوط سياسية دولية هائلة من فرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى تقاضي مبالغ مالية تقدر بستين ألف كيس ذهب، وثلاثمائة ألف ليرة ذهبية، فكان هذا بالنسبة له أكثر فائدة من إعدام اليهود العشرة.
ما أشبه اليوم بالبارحة حيث قاتل شعبنا هو نفسه، والداعمين أنفسهم وهم كُثر والمبررات هي نفسها تطبيق تعاليم دينية الدين منها براء. أمّا محمد علي باشا فقد تم استنساخه بالعشرات ولا زالت النسخ تغطي على جرائم الاحتلال بالمال والجاه؟؟ ومن أجل ذلك اخترعوا ديانة رابعة لتبرير حماية هذا الكيان اللقيط.