السابع من أكتوبر. وقع الزلزال الذي زعزع أساسات الدولة العبرية، وجعل رئيس حكومتها ومعظم القادة السياسيين والعسكريين ينخرطون في حرب إبادة على غزة، ورفع نسبة احتمال اتساع الحرب لتشمل مناطق عديدة وحساسة في الشرق الأوسط.
وهؤلاء اعتبروا الحرب المستمرة حتى الآن، وإلى أجل غير مسمى حرب "الاستقلال الثانية"، والبعض الكثير ذهب إلى اعتبارها حرباً وجودية.
السابع من نيسان 2024، يسجل دخول الحرب التي كان تقدير أصحاب "الجيش الذي لا يقهر" أنها ستحقق أهدافها في أيام معدودات، وإذا بها تدخل شهرها السابع دون ظهور أي مؤشر جدي على أن الانتصار المطلق الذي يروج له نتنياهو قيد التحقق بل العكس من ذلك، فغالبية الإسرائيليين لا يرون انتصاراً في هذه الحرب بل إخفاقات مدمرة، ولنقرأ بعض ما يقول السيد عتصيون نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق.
"الأمريكيون وبقية أصدقاء إسرائيل في العالم مصدومون من عمق الفشل العسكري، لقد تضرر تقويمهم للجيش الإسرائيلي بشكل كبير"
ويقول كذلك "في البعد الاستراتيجي تم افساد عمليات صنع القرار، وتشويهها بشكل لا يمكن التعرف عليه، فجميع عمليات اتخاذ القرار مصابة ومريضة وغير طبيعية، لقد دمر نتنياهو وشركاؤه العناصر المهنية الحاسمة العسكرية والاستخبارية والسياسية والقانونية والاقتصادية".
ويقول كذلك " إسرائيل تعيش أزمة حادة ومتكشفة، العجز يدور، الموازنة وهمية، والإدارة المالية غير مسؤولة على الاطلاق، تكاليف الحرب فلكية، وإذا اتسعت فستأخذ الاقتصاد إلى مناطق مجهولة".
ويخرج النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي بخلاصة هي:
"من الضروري التوصل إلى صفقة رهائن ووقف إطلاق النار على الفور، واستبدال الحكومة، والتفاوض على إنهاء الحرب، والدخول في إجراءات ترميم وإعادة بناء أنظمة الدولة والبنية التحتية".
لو أن قائل هذه الحقائق صحفياً معارضاً أو عربياً يبحث عن أخطاء إسرائيل، لقلنا أن في الأمر ما يدعو إلى بعض تشكك، أمّا أن يقول كل ذلك رجل إسرائيلي احتل موقعاً أمنياً استراتيجيا، فينبغي التساؤل.. ما الذي تبقى لنتنياهو بعد ذلك؟ وما هو مبرر ادعاءه بالنصر المطلق بينما جبهته الداخلية على هذا الحال من التفكك والانحدار، وفق تشخيص أحد كبار المسؤولين الاستراتيجيين في إسرائيل؟
مع الشكر الجزيل لمترجم الأصل السيد مصطفى إبراهي