مقالات مختارة

الأهداف كلها بعيدة عن التحقق

بقلم: يوآف ليمور

نصف سنة بالضبط على نشوب الحرب، وعلى إسرائيل أن تعيد احتساب المسار: كل الأهداف التي وضعتها لنفسها في بداية الطريق بعيدة عن التحقق.
وضع للحرب هدفان مركزيان. الأول، إسقاط حكم حماس. الثاني، إعادة المخطوفين.
إلعاد كتسير الذي أعاد جثته ليل السبت إلى البلاد مقاتلو الكوماندو هو دليل على الفشل المدوي في موضوع المخطوفين.
فقد اختطف حياً، وأشرطته في الأسر نشرها آسروه مرتين قبل أن يقتلوه.
لو أديرت مفاوضات أنجع، وأساساً في المراحل الأولى من المعركة لكان ممكناً أن يكون كتسير على قيد الحياة في بيته ومثله مخطوفون كثيرون آخرون.
إسرائيل سبقت في مراحل كثيرة الضغط العسكري على إدارة المفاوضات، بادعاء أنه كلما حشرت حماس في الزاوية ستلين شروطها.
يدل الخط المتصلب الذي تطرحه حماس في الأشهر الأخيرة على أن هذا النهج فشل. حقيقة أن شمال القطاع وخان يونس احتلا وسحقا، وتقريباً كل سكانهما أصبحوا لاجئين وأن 12 ألفاً من نشطاء حماس صفوا (حسب معطيات الجيش الإسرائيلي) لن تثني يحيى السنوار.
يمكن أن نتعرف من ذلك على مدى حرصه على سكانه وإن كان يمكن قول أمور مشابهة عن حكومة إسرائيل وموقفها من المخطوفين.

المفتاح­: عملية في رفح
السبب الوحيد لتأجيل موضوع المخطوفين كان الحاجة لإنهاء هزيمة حماس.
هنا أيضاً إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها. فلكي يحصل هذا، مطلوب العمل في رفح وفي مخيمات وسط القطاع.
صحيح حتى يوم أمس، هذا لم يحصل، وحتى لو صدرت التعليمات بذلك، فسيتطلب الأمر أسابيع عديدة لإخلاء اللاجئين وإقامة بنى تحتية داعمة قبل أن تخرج هذه الحملة إلى الطريق.
التأخير في استكمال الحرب في غزة ينبع من فشل مدوٍ للحكومة في إدارة الجانب السياسي الاستراتيجي من المعركة.
قد خرجت إسرائيل إلى الطريق مع شرعية غير مسبوقة في أعقاب وحشية هجمة 7 أكتوبر. كل العالم (الغربي والعربي) أيد قرارها سحق حكم حماس.
بعد نصف سنة من ذلك، فقدت إسرائيل كل الشرعية التي كانت لها وتبقت منعزلة أكثر من أي وقت مضى ومكشوفة بشكل خطير للمقاطعات، للعقوبات وللإجراءات القضائية ضد كبار مسؤوليها وضباطها.
والأسباب الأساسية لذلك هي القرارات السائبة للصدام مع إدارة بايدن، انعدام الاستعداد للانشغال بمسألة اليوم التالي في القطاع وتصريحات وزراء ونواب تؤيد طرد سكان القطاع وإعادة إقامة المستوطنات – بخلاف موقف الحكومة والوعود الصريحة التي أعطيت للأسرة الدولية.

لا أفق حتى في الشمال
لكن ليس فقط في غزة تحصل الحكومة على علامة راسب. في الساحة الشمالية لا يوجد أفق لحل عسكري أو دبلوماسي يبعد حزب الله عن الجدار كي يتمكن المخلَوْن من العودة إلى بيوتهم.
المعالجة الفاشلة لهم في كل مجال محتمل – اقتصادي، تشغيل، تعليمي واجتماعي - يدل على واحد من اثنين: إما أن حكومة إسرائيل لا يهمها هؤلاء أو أن ليس لديها أي فكرة عما تفعله.
كما أن التفاقم في الوضع في كل الجبهات الأخرى، وفي هذه الأيام أيضاً مباشرة مع إيران، يثير التساؤل هي توجد للحكومة أي استراتيجية في أي مجال.
نصف سنة منذ هجمة أكتوبر، وضع إسرائيل ساء من كل ناحية ممكنة.
الانهيار السياسي، الضائقة الاقتصادية، الورطة الأمنية والصدوع الاجتماعية والسياسية تفترض التركيز الأساس والجهد لاستقرار السفينة.
لشدة الأسف، الحكومة منشغلة بدلاً من هذا بمشادات صبيانية من السياسة والكرامة، والكنيست اختارت الخروج إلى إجازة في استعراض مدوٍ للقطيعة.

عن إسرائيل اليوم

 

Loading...