الحرب الحقيقية على غزة.. وما حولها مجرد استعراض

حبس العالم أنفاسه لأيام.. تحسباً من رد إيراني مدوٍ كما هددت به طهران.

وإذا كانت المعارك تقاس بنتائجها، فهي حتى الآن في غاية التواضع، ما رجّح التقدير بأن كل شيء كان متفقاً عليه، على شكله وحدوده ونتائجه.

لم تصل المسيرات والصواريخ الباليستية إلى حيث يفترض أن تصل، والفضل في ذلك إلى الديبلوماسية الأمريكية التي عملت على تطويق المعركة، ووضعها تحت الأسقف المنخفضة التي لا تؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية "جدّية" إذ استنزفت المبادرة الحربية الإيرانية على الطريق الطويل المليء بالحواجز والمعوقات ومضادات المسيرات، لنرى استعراضاً واسعاً يصلح للاستخدام الإعلامي، دون أن نرى دماً ودماراً وتغييراً جوهرياً في قواعد اللعبة!!

بعد أن حبس العالم أنفاسه بعد الترويج الإيراني المسبق للرد على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، يعود ثانية إلى حبس أنفاسه انتظاراً للرد الإسرائيلي الذي سيظهر حجمه في الساعات القليلة القادمة، ولا لزوم لاستنتاج مسبق.

ديبلوماسية أمريكا التي وضعت إطار المعركة وسقفها، ما أثّر مباشرة على نتائجها، وجهت رسالتين واضحتين، واحدة للدولة العبرية التي هي أعز وأغلى من كل الولايات المتحدة مفادها.. أنها معها، أمامها وورائها لحمايتها حتى لو تطلب الأمر "حرباً عالميةً ثالثة".

والرسالة الثانية لنتنياهو، الابن الضال والطائش والمغامر، تطالبه فيها بأن لا يواصل لعبة توريط أمريكا في حروبه الشخصية، وزرع الأسافين بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وإذا كان لابد من رد على استعراض إيران بالمسيرات والصواريخ فلكن منسقاً حرفياً مع أمريكا، التي تفضل عدم الرد أصلاً.

إن الحرب الحقيقية هي تلك التي تجري على غزة، وكل ما حولها مجرد استعراضات.

Loading...