الهجوم الإيراني.. فشل مسرحي من الدرجة الأولى

حتى الإضاءة المبالغ فيها لم تستطع أن تغطي على عيوبٍ مسرحية، فشل مؤلفها ومخرجها وممثليها ومشاهديها حتى الكومبارس فشلوا أيضاً.

إن مسرحية الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي يوم كذبة نيسان 1/4/2024 على القنصلية الإيرانية في أحد أحياء دمشق لم يكن بحاجة إلى كل هذا العدد من الممثلين والمتفرجين، فالمعروف عبر التاريخ أن أهم عوامل نجاح أي حرب هو الكتمان والمباغتة والتي غابت عن المشهد تماما حيث كان المشاهد والمشارك والمتابع والمتفرج يعرفون أدق التفاصيل. اذاً لماذا كتبت المسرحية ومُثلت بهذا السوء وبلا مهنية؟

إن الصراع في الشرق الأوسط مبني على تعارض المصالح بين كل الأقطاب تلك المصالح التي تتقاطع حيناً وتتعارض أحياناً كثيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بدور كل طرف من الأطراف، فالقوى الفاعلة في المنطقة تسعى لحجز مقاعد مميزة في الإقليم ولِمَ لا بين دول العالم.

البعض يسعى إلى استعادة مجد امبراطورية اندثرت عبر التاريخ، والبعض يسعى لاستحداث إمبراطورية لم تكن موجودة عبر الأزمان.

حيث تسعى إيران إلى إحياء الامبراطورية الفارسية وهي امبراطورية ظاهرها شيعي وجوهرها قومي فارسي، أمّا تركيا فهي تسعى إلى إحياء الامبراطورية العثمانية وهي امبراطورية يغلب عليها الطابع السني شكلاً لكن جوهرها ذو طابع قومي عرقي.

أمّا روسيا فهي تسعى إلى إحياء الامبراطورية القيصرية مما يفتح شهية إسرائيل لإنشاء امبراطورية يهودية تضمن هيمنة مطلقة للغرب على كل دول المنطقة. وقد بدا ذلك جلياً قبل السابع من أكتوبر وقبل المسرحية الإيرانية بكثير حين عرض نتنياهو خارطة الامبراطورية في الأمم المتحدة وقد سبقه في ذلك سموتريتش عندما عرض الخرائط ذاتها في باريس. وكل ذلك بُني على قانون القومية الذي سنته إسرائيل عام 2018.

أمّا أهداف المسرحية وتوافق كل الأطراف عليها ففيها منافع قد تعم على الكل إلا نحن الفلسطينيين حيث ندفع ضريبة صراعاتهم دماً والمنافع هي: -

إنزال حكومة إسرائيل عن الشجرة وحماية الكيان من الانهيار الداخلي عبرايجاد حلول للصراعات التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي خاصة الاحتجاجات الجماهيرية وتجنيد الحريديم.

إحياء الاتفاق النووي الإيراني من خلال الستة + واحد وإن بصيغة جديدة. بما يضمن حصة إيران في كعكة المنطقة.

إيهام الاردن بأنها جزء من التحالف وأن مصيرها مرتبط بدورها في حماية إسرائيل من أي غزو حضري أو بدوي وإن لم تفعل فعصى التهجير لا زالت غليظة.

تعزيز قناعة النظام السعودي بأن إيران لا زالت تشكل خطراً حقيقياً عليها وبالتالي هي بحاجة إلى حماية الغرب مقابل رعاية مصالحه ورغباته خاصة التطبيع مع إسرائيل.

تطوير وتفعيل طرق التجارة البديلة عن الطريق الصيني وضمان حمايتها بمشاركة إيران وأذرعها. خاصة ما له علاقة بالممرات المائية.

محاولة دمج إسرائيل بشكل نهائي في المنطقة دون أن تكون مضطرة لدفع أي ثمن ذو قيمة خاصة في موضوع القضية الفلسطينية.

افساح المجال أمام إسرائيل وأمريكا لنهب ثروات الشعب الفلسطيني خاصة الغاز والنفط من شواطئ غزة والذي يقدر بمليارات الدولارات.

تسويق إسرائيل كضحية للعدوان مما يسهل فك عزلتها والتي جاءت كرد فعل على الجرائم الإسرائيلية وشلال الدم النازف في غزة والضفة والقدس.

وأخيرا العمل على إعادة رسم خارطة المنطقة وصياغة تحالفات جديدة تطيل في عمر الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

 

Loading...