ما بين ذكرى استشهاد أبو جهاد واختطاف مروان ويوم الأسير

 

الثوريون لا يموتون بل يخلدهم التاريخ والأسرى الأبطال نماذج حية يصنعون التاريخ وأسطورة الصمود.

في السادس عشر من شهر الربيع الفلسطيني، شهر حكاية درويش وزهر اللوز، وفي كل عام حين تعود الذاكرة بنا لحضرة الغياب، نتذكر رجلاً وقائداً ونموذجاً كفاحياً كما نتذكر اَخرين من نماذج الحقيقة الثورية، فكان أبو جهاد واحداً من هؤلاء، والقائد العملي لكفاح مسلح وانتفاضة حجر، وبذلك جسد الوطنية من خلال طريق وحدة المناضلين رغم التباينات الفكرية والتنظيمية في مرحلة صعود الثورة، وفي إطار "قاوم" القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الكبرى، فزرع بذلك روح المقاومة في أجيال ما زالت تسير على ذلك النهج الثوري حتى دحر الاحتلال وصولاً للحرية والاستقلال الوطني.

وقبل 22 عاماً في مثل هذا اليوم أيضاً اختطف أعداء الحرية الأخ القائد مروان "أبو القسام" ليعانق إخوانه الأسرى الأبطال في سجون أبشع احتلال فاشي، فيصمدون معاً أمام وحشية الجلاد ويقاومون بكرامة واعتزاز وشموخ المناضلين من أجل ان يبقوا وتبقى كرامة شعبنا.

ويبقى أسرانا الأبطال الذين تطول قائمتهم وهم يقتربون من حريتهم في ذكرى 17 نيسان يوم الأسير نجوم ما زالت تضيء لنا طريق الوحدة والانتصار.

رحل أبو جهاد ومعه عشرات الآلاف من الشهداء الآخرين جسداً، وبقي مروان البرغوثي وأحمد سعدات ونائل وعبد الله وبقية الأسرى ينتظرون عناق شعبنا وحريتهم، فمنهم من قدم روحه ومنهم ما زال يحملها على كفه من أجل حريتنا، ليمثلون برحيلهم وصمودهم فكراً ونهجاً من أجل الأرض والهوية والكرامة الوطنية، فكانوا أول الرصاص وأول الحجارة. وبشموخهم في مقدمة شعبنا ستبقى أرضنا بمخيماتها وقراها ومدنها عصية على الاحتلال مهما تجاوزت جرائمه من فظاعة، وسيبقى شعبنا متمسكاً بكفاحه الوطني حتى وقف تلك الحرب القذرة ضد أهلنا في غزة هاشم وكل فلسطين ومن أجل دحر الاحتلال نحو تحقيق أحلام الشهداء في سمائهم، وما ضحى الأسرى بحريتهم من أجله نحو وطن حر وحياة كريمة.

كلمات مفتاحية::
Loading...