مقالات مختارة

خمسة أسباب للامتناع عن هجوم علني في الأرض الإيرانية

بقلم: غيورا آيلند

حسب أقوال شبه صريحة لمسؤولين إسرائيليين كبار، اتخذ منذ الآن قرار للرد على الهجوم الإيراني الأخير. بطبيعة الأحوال، لا توجد تفاصيل عن متى وأي أهداف وبأي قوة. 
الاعتبارات المؤيدة للهجوم بعامة، وضد أهداف في ايران نفسها، مفهومة بل وحتى منطقية، لكن توجد على الأقل خمسة أسباب لماذا من الصواب الامتناع عن هجوم علني في الأرض الإيرانية.
أولا، إذا كان الهجوم فقط لأجل رفع العتب، فإن ضرره اكبر من منفعته، وإذا كان مكثفا فإنه سيجر على نحو شبه مؤكد ردا إيرانيا سيدخلنا دون أن نقصد إلى معركة طويلة مع ايران. 
مشكوك جدا أن يكون هذا هو ما نريده. يجدر بنا أن نتذكر بأنه في ضوء الحرب في غزة والمواجهة في لبنان، فهذا حقا ليس وقت المخاطرة بحرب طويلة في جبهة أخرى. 
ثانيا، رد إيراني من شأنه أن يكون أيضا ضد مصالح أميركية في العراق أو في الخليج أو ضد أهداف سعودية أو في الإمارات أو البحرين، وعندها من شأننا أن نتدهور إلى حرب إقليمية فيما إن الدول التي تعرضت للهجوم ستتهم إسرائيل بأنها أدت إلى ذلك.
ثالثا، توجد لإسرائيل مصلحة اكثر إلحاحا من ايران وهي إعادة الواقع في حدود الشمال إلى الحالة الطبيعية حتى الأول من أيلول وبذلك السماح بعودة السكان إلى بيوتهم. من الصواب استغلال الدعم الدولي الذي تلقيناه لتعزيزه عقب استعدادنا للاستماع إلى النصائح من لندن، واشنطن وباريس، والمطالبة بالمقابل بدعم غير متحفظ في الموضوع اللبناني، دعم يترجم إلى ضغط ناجع (أميركي وفرنسي) لتسوية في الشمال وإذا لم ينجح الأمر في غضون وقت قصير فدعم غير متحفظ لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في لبنان. 
رابعا، المصلحة الإسرائيلية العليا حيال ايران هي منع السلاح النووي عنها. صحيح حتى الآن يبدو أن ايران تبحر بأمان إلى هذا الهدف الخطير. الهجوم الإيراني الأخير يجب أن يكون دليلا على كم هو السلاح النووي لدى ايران خطير، وليس فقط على إسرائيل. هذه فرصة لاستئناف الضغط الدولي عليها. على الضغط أن يتضمن عقوبات اقتصادية إلى جانب تهديد عسكري (أميركي) مصداق وبالتالي من الصواب أن تستبدل إسرائيل رغبتها المحقة في الهجوم على ايران بالتزام الغرب للعمل في هذا الموضوع. فليس كافيا تجنيد الولايات المتحدة. يجب أن نعرف كيف نجند كل دول الاتحاد الأوروبي، الهند (التي اختطف 17 من ملاحيها على ايدي ايران) والاهم السعودية. السعودية، على ما يبدو، تساعد ايران في التغلب على مقاطعة النفط عليها في أن ناقلات سعودية تنقل النفط الإيراني الممنوع، وهذه الظاهرة يجب إيقافها. 
خامسا، إذا ما دخلت إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية طويلة فمن شأن الأمر أن يؤثر على الاستقرار في الأردن. منذ الآن تحاول ايران تصوير الأردن كمن يخون المصلحة الفلسطينية والإخوة الإسلامية في مشاركته النشطة إلى جانب إسرائيل لإحباط الهجوم الإيراني. الأردن، مثل السودان، هما الدولتان التاليتان اللتان تتطلع ايران للتسلل إليهما والمس بسيادتيهما.
ليس في كل ما قيل أعلاه توصية بعدم العمل على الإطلاق. اكثر من هذا، الحدث الأسبوع الماضي وقع بسبب رد إيراني على هجوم إسرائيلي في سورية، وفي هذا الموضوع محظور التراجع. الأعمال الإسرائيلية في سورية في السنوات التسع الأخيرة منعت إقامة منظمة "حزب الله" ثانية في هذه الدولة، والأعمال ضد أهداف إيرانية في سورية يجب مواصلتها. اقدر بأن الإيرانيين لن يردوا ضد استمرار المعركة بين الحروب في سورية، وإذا ما ردوا ضدنا سيكون من الأسهل خلق تحالف هجومي ضدهم. توجد لإسرائيل جملة إمكانيات أخرى للرد على ايران، لنقل رسالة ردع لكن ليس بالضرورة عمل ذلك بشكل يلزم ايران بالعودة إلى مهاجمتنا.

عن يديعوت أحرونوت

 

Loading...