أكثر من يتحدث عن حل الدولتين هي أمريكا.
وأكبر معوقات لجعل الحل قابلاً للتحقق هي من أمريكا.
ليس الفيتو وحده ما يثبت ويؤكد ذلك، بل إعادة القرار الحاسم في هذا الأمر لإسرائيل، فهي تبرر الفيتو بعذر أقبح من ذنب، أساسه أن مكان القرار بشأن الدولة الفلسطينية ليس الأمم المتحدة، وإنما ما ينتجه التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ذلك معناه أن أمريكا انسحبت من دورها المفترض في هذه القضية، ناقلة المسؤولية لإسرائيل التي تحكمها فئة ليس لدى الفلسطينيين عندها سوى الإبادة والالغاء.
إسرائيل وسواء كان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أو بديله المتآكل غانتس أو أي اسم آخر، فإن وافقت من أجل ذر الرماد في العيون على فكرة حل الدولتين، فهي تعمل ليل نهار على جعل الدولة الفلسطينية مجرد اسم خال من المضمون.
إذ ليس نتنياهو وحده يعتنق فكرة نعطيهم الفتات وليسمونه امبراطورية إن أحبوا.
أمريكا بازدواجية معاييرها وميوعة مواقفها وسياساتها وانجرارها مغمضة العينين وراء القاطرة الإسرائيلية لا تعيق إقامة دولة فلسطينية وحسب، بل تعيق تعافي الشرق الأوسط كله من حالة الاشتعال التي لن تتوقف ما دامت أمريكا تحتكر إدارة شؤونه عبر الأداة الإسرائيلية.
فهل بعد كل الذي حدث بقي منطق للرهان على أمريكا بشأن غزة وفلسطين والمنطقة؟