ما كان أقرب إلى المستحيل، صار أقرب إلى الواقع.
لم تعد غزة بالنسبة لإسرائيل مجرد مكان يشكل تهديداً أمنياً.. بل تطورت الأمور لتصل حد أن تكون مشروعاً استيطانياً بترتيبات عسكرية طويلة الأجل.
هذا ليس استنتاجاً من جانبنا، مع أن أصواتاً مبكرة ظهرت من إسرائيل تدعو إلى ذلك، إذ أفصحت صحيفة هآرتس على أن المشروع بدأ تنفيذه بالفعل بإقامة بؤرتين استيطانيتين في قلب غزة، على الطريق الذي أنشأه الجيش لتقسيم القطاع إلى نصفين، ويطلق جيش الاحتلال على عمليات بناء وتطوير البؤرتين الاستيطانيتين " ممر نتساريم" ويصفه بأنه انجاز طويل الأمد وأن الممر شُيّد ليبقى.
هذا أيضا ليس تقديراً أو استنتاجاً من جانب الصحيفة بل هو ما أظهرته بوضوح صور الأقمار الصناعية التي بُثت أثناء الحرب.
الملفت أن مشروعاً كهذا لم يُلتفت إليه.. لولا مبادرة هآرتس إلى كشفه، ومن هنا تبدأ حكاية "اليوم التالي".