أبو مازن وأمريكا... آخر طبعة

منذ بداية العلاقات الرسمية الفلسطينية الأمريكية التي توّجت بتوقيع أوراق أوسلو في البيت الأبيض، وإلى تصريحات الرئيس محمود عباس بعد آخر فيتو أمريكي ضد الفلسطينيين، وأمريكا تجسد بالنسبة للرسمية الفلسطينية الملاذ الوحيد الذي تلجأ إليه، لوقف الضغوط الإسرائيلية عليها أو تخفيضها في أفضل الحالات، وذلك اعتناقاً لمقولة الرئيس الراحل أنور السادات بأن تسعة وتسعين بالمائة من أوراق اللعبة بيد أمريكا، وبالنسبة للفلسطينيين فقد وصلت النسبة إلى مائة بالمائة.

التفسير الرسمي الفلسطيني للاعتماد على أمريكا رغم تواضع دعمها السياسي للحقوق الفلسطينية الأساسية، أنها الجهة الدولية الوحيدة القادرة على ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل، مع معرفة الرسمية الفلسطينية بأن مصطلح الضغط على إسرائيل لا مكان له في السياسة الأمريكية بل على العكس من ذلك، فكلما كانت تنشأ إشكالية بأي مستوى في العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، كانت الضغوط الأمريكية تتكثف على الفلسطينيين بحملهم على تفهم ما تفعله إسرائيل بهم تحت عنوان "ما باليد حيلة".

الرئيس عباس هدد بإعادة النظر في العلاقات مع أمريكا وكأنه يقول "الحقونا وإلا تفقدونا".

الأيام القادمة ستظهر كيف ستقوم أمريكا بترضية الرسمية الفلسطينية.. وكيف ستترجم الرسمية عملية إعادة النظر، ولا شك أن الرئيس عباس يعرف أكثر من غيره كم هي ضيقة الهوامش في هذا الأمر.

Loading...