إسرائيل تكذب كثيراً على نفسها أولاً ثم على غيرها دائماً.
نحتاج إلى حاسوب ضخم للتعرف على وقائع وحالات وأدبيات الكذب في إسرائيل ولنأخذ حالة واحدة كعينة ومثال.
حكاية وكالة الغوث، وادعاء أن الآلاف من موظفيها منتسبون لحركة حماس، وأن العديد منهم شاركوا في عملية السابع من أكتوبر والعمليات القتالية التي تؤديها حماس في مواجهة القوات الإسرائيلية.
انجر كثيرون وراء هذه الكذبة، ونشأت مواقف من الأونروا ليس فقط بالتحفظ على دورها إلى حين الانتهاء من التحقيق الذي تولته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، بل بوقف تمويلها مع مناداة البعض إلى إلغائها.
التحقيق أثبت الكذبة الإسرائيلية من أساسها، وهذا كان بفعل عجز الحكومة الإسرائيلية عن تقديم دليل واحد على مزاعمها.
وحين نستخدم مصطلح الكذب الاستراتيجي، فليس الدليل على ذلك هو حكاية الأونروا ولا حتى حكاية المزاعم بالاغتصاب وقطع رؤوس الأطفال، فكل ما يتصل بالسياسة الإسرائيلية كذب في كذب.
حرب غزة كشف مبدأ الكذب الاستراتيجي في الواقع، إلا أن ما هو أخطر من الكذب على الذات وعلى الآخرين أن إسرائيل تكذب وتطلب من العالم أن يكذب معها!