مقالات مختارة

المغالطة الكبرى فيما يسمى "حرب غزة"

بقلم: أسامة سرايا

اندلع العدوان على غزة، ما بعد 7 أكتوبر، باقتحام الجيش الإسرائيلى جوًا وبرًا لقطاع غزة، فيما أطلق عليه حرب غزة، التي تجاوز زمنها 6 أشهر، أي نصف عام.

كلمة حرب غزة، كلمة خاطئة، لأنها ليست حربًا، فهي عدوان إسرائيلي على أهل غزة.

حرب كلمة قديمة تستخدم بين جيشين متحاربين، وهناك مغالطة خطيرة تصل إلى مستوى الجريمة، في حق الشعب الفلسطينى فليس هناك جيش يحارب، هناك فصائل مقاومة تستحق الاحترام لأنها تقاوم، برغم ظروف القطاع وأهله المكتظ بالسكان فهناك مايقرب من 2.8 مليون فلسطيني، صاروا نهبا للعدوان الإسرائيلي الذي بدأ القتل فيهم لعقاب الفصائل الفلسطينية.

لكنه عجز عن تحقيق هذا الهدف العسكري، فكان البديل هدم غزة والعدوان على أهلها وشعبها، الذى وصل إلى مرحلة خطيرة فى تاريخ الجيوش العسكرية عندما تعتدي، فقد وصل إلى حد الإبادة للشعب الفلسطيني، بهدم البيوت والمستشفيات، ثم بالعقاب الجماعي والتجويع للشعب الفلسطيني أو الغزو الكامل، فالكلام هنا عن صمود خطأ إستراتيجىي، لأن كل يوم يمر يموت الآلاف وتهدم البيوت والمستشفيات والمدارس، وأصبحت الحياة فى قطاع غزة مستحيلة لكل الأهالي، لا يفرقون بين طفل وامرأة، بين مدني وعسكرى، بين مسالم ومقاتل، أو مقاوم، يقاتلون الجميع. 

وحروب من هذا النوع لا تنتهى إلا بالإبادة الجماعية للسكان وللمدن والمقيمين، وهذا ما تفعله إسرائيل والعالم يتفرج، ونحن نتكلم عن حرب ومقاومين صمدوا لنصف العام، وهم بهذه الحالة يمكنهم أن يختفوا في الأنفاق، وأن يصمدوا أعوامًا أكثر.

هل نسمي ذلك حربًا؟ وهذا أبعد ما يكون عن الحرب، إنها حالة عدوان مباشر وصل إلى الإبادة الجماعية في حق مجموعة من المسالمين من الأبرياء المحاصرين الذين لا يملكون سلاحًا أو طعامًا، وبالتالي فهذه المسئولية لن تقع على العالم فقط، بل علينا أيضًا، فمسمى الحرب على غزة، هو عدوان سافر وإبادة جماعية لجيش تخلى عن كل القيم، ويقتل الأطفال والأبرياء.

عندما حاربنا إسرائيل حروبًا نظامية، حاولنا، حماية المدنيين والمدارس والمستشفيات، وكلنا نتذكر أن حرب الاستنزاف في مصر توقفت لإنشاء الخطوط الدفاعية والدفاع الجوي، بعد دخول إسرائيل على المدارس، وكانت مدرسة بحر البقر شاهدة على هذا العدوان، الذي توقف بعد دخول سلاح الدفاع الجوي.

وكانت الحروب العسكرية تستمر أيامًا وتنتهي ولا تنزلق إلى هذه الحالة العدوانية التي لم يشهد لها التاريخ سابقة أو إنذارًا إذا سمينا الأشياء بأسمائها، سنحمل إسرائيل نتيجة جريمتها في قتل المدنيين والأطفال والأبرياء، وهى جريمة لا تسقط بالتقادم.

تعاطفنا مع غزة لا يمنع الإشارة إلى جريمة إسرائيل، وإلى تحمل أهل غزة، أنهم بلا سلطة وبلا جيش وبلا جماعة سياسية من داخلهم، تكون صاحبة قرار الحرب والسلام.

 

عن الأهرام

 

كلمات مفتاحية::
Loading...