ما زالت مصر تعمل دون كلل أو ملل، لمنع قيام إسرائيل باجتياح رفح.
وما زالت كمائن نتنياهو تُجهّز والهدف منها أخذ ما يريد بقتال أو بغير ذلك، ودون استبعاد لعبة توزيع الأدوار بينه وبين شركائه في "الكابينات" المتعددة، فنتنياهو يلعب دور المتشدد، في حين باقي الشركاء يلعبون دور المرنين، الذين يوافقون على المبادرة المصرية الأخيرة.
يقول وزير الخارجية كاتس الذي هو الأقرب إلى نتنياهو، إن الصفقة التي يعمل عليها المصريون لو تمت فسوف تتأجل عملية رفح.
حتى الآن ورغم ظهور مؤشرات مشجعة على احتمال نجاح الجهد المصري بشأن رفح، إلا أن ما لا ينبغي أن يُستبعد هو تربص نتنياهو لأي سانحة توفر له غطاء لمواصلة سعيه لتحقيق أمرين، إطالة أمد الحرب واجتياح رفح، وهذا أمر لا نشك في أن المصريين يعرفونه جيداً، وليسوا بحاجة لمن يدعوهم للتحوط منه.
ما زال السباق المحموم على أشده بين الحل العسكري والسياسي، وينبغي أن لا نطمئن إلى كون الأغلبية مع السياسي بما في ذلك أمريكا، وأعضاء الكابينيت الآخرين، ذلك لأن نتنياهو يتمتع بموهبة إيجاد الفرص والذرائع لنسف كل ما يتفق عليه.
قد يوافق على الصفقة لتفادي ردود الفعل القوية المتوقعة جراء رفضه، مع أنه يفضل أن تفشل من تلقاء ذاتها، إلا أنه سيواصل العمل على جعلها مجرد محطة على طريق حربه الطويلة، التي يحتاجها لإطالة أمد بقاءه على رأس الحكومة، وانفضاض المولد الانتخابي الأمريكي بنجاح ترمب – ربما-.
أجندة نتنياهو الشخصية تحتم عليه أن يعمل هكذا، إلا أن العتمة لا تأتي على "قد إيد الحرامي".