أصدَقُ وصف لزيارة بلينكن الرابعة للمنطقة جاء من إسرائيل التي يزورها اليوم، حيث نشرت هآرتس مقالاً بقلم تسفي بارئيل بعنوان " بلينكن في الشرق الأوسط: خطط كبرى وحقيبة فارغة".
الخطط الكبرى التي يناقشها مع من يلتقيهم من العرب، لا صلة لها بالحرب، وإنما بما بعدها وحين يقول إن الحرب يجب أن تتوقف في أقرب وقت، فهو يقول فعلاً لتستمر دون وضع سقف زمني محدد لها، فأمريكا ومنذ اليوم الأول للحرب وحتى يومنا هذا تُظهر تساهلا مفرطاً مع إسرائيل في أمر المدى الزمني للحرب الذي تراه مفتوحاً إلى ما لا نهاية.
السيد بلينكن يتحدث كثيراً عن آمال ووعود ما بعد الحرب، وهو مغدق في هذا كثيراً مثل تكراره ورئيسه جملة.. العمل على حل الدولتين، وكذلك حديث متكرر عن إعادة إعمار غزة ومن يحكمها، وهو بذلك يقلب الأوليات بحيث لا يتحقق منها شيء، فهو يتجاهل الأولوية الأولى وهي وقف الحرب، ولا يقترب من تحديد وقت لذلك، بل إن الديبلوماسية الأمريكية هي من لا يزال يحمي الحرب واستمرارها والوقوف في وجه أي محاولة لوقف إطلاق النار وخصوصا من قبل مجلس الأمن الدولي الذي تخصصت أمريكا بالفيتو لمنع صدور قراراته، وهو ينصح إسرائيل إلى عدم البقاء في غزة.
هو يتحدث مع إسرائيل بمنطق النصيحة، وليس بمنطق القرار، وإسرائيل من جانبها لا تخشى احراجه حين يقول رسميوها جميعاً انهم لا يأبهون بالنصيحة الأمريكية بل سيبقون في غزة ما دام الأمن الاسرائيل يحتاج ذلك.
وأمر آخر... يتحدث به كثيراً مع العرب، وهو معارضته التهجير القسري وهو يعرف أن خطط إسرائيل في هذا الأمر لم تلغى بل ستحول التهجير القسري بفعل النار الى طوعي من قبيل ذر الرماد في العيون.
السيد بلينكن يبدو وزير خارجية دولة عظمى وهو يهبط من الطائرة العملاقة، ولكنه حين يصل إسرائيل يتحول إلى عضو في وزارة الحرب لا أكثر.
ديبلوماسية هذا منطقها، وبلينكن من يقود فعالياتها، هي مجرد ثرثرة تصدّر للعرب، ودعم مفتوح يقدم للحرب طالما يريدها قادة إسرائيل.