(تقدير موقف)
1- تحمل جولة وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن في المنطقة، مؤشرات تفيد بأن الوقت ينفذ أمام حركة حماس للإجابة على العرض "السخّي" حسب تعبيره.
هذا التقدير يعززه انتقال ملف الوساطة من الإدارة القطرية إلى الإدارة المصرية، وما صاحب هذا الانتقال من انتقادات واتهامات أميركية للقيادة القطرية على أنها تغذي التشدد لدى قادة حماس.
2-المراقب للمشهد الإعلامي الأخير لقادة حماس، يلحظ التباين والتناقض في المواقف من عدة قضايا تتعلق بالهدنة والمصالحة وحل الدولتين، وأخيراً ما قيل في احتمال إنتقال قادتها من الدوحة إلى عمان.
هذا المشهد يشي بأزمة القيادة الشاملة وهبوط مستوى السيطرة والتحكم الداخلي، ما يسمح باحتمال فشل قيادة حماس في صياغة موقف يستجيب لميزان القوى، كما هو في الميدان، وينذر باحتمال الفشل في انتاج الهدنة المطلوبة فلسطينياً وعربيًا مع نفاذ الوقت.
3- كما أن جهد المصالحة الفلسطينية، لم يسفر عن نتيجة تذكر بين قطبي الصراع الفلسطيني الداخلي حتى لو طلبتها الصين. وعليه فإن السلطة الوطنية تعلن من رام الله عزمها على المضي قدمًا في مساعيها لإنتاج حل دولي-عربي-فلسطيني. بالاستناد إلى دورها في "السداسية" العربية الحاملة للملف السياسي الفلسطيني-العربي على المسرح الدولي.
لذا فإن فشل المصالحة بين فتح وحماس حتى الآن وإحتمال الفشل في مفاوضات الهدنة، يجعل الحل العسكري هو سيد الموقف خلال الأسبوع القادم.
4- يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بكل قواه في اتجاه الحل العسكري، ليحصد النتائج التي ترضي حكومته وحزبه وترضيه شخصياً. وعليه فإن الأثمان التي سيتكبدها الشعب الفلسطيني لن تكون أقل كارثية مما جرى ويجري كل يوم وإلى أمد غير منظور. على الرغم من الموقف الأمريكي الجديد الذي يحاول ضبط انفلات آلة الحرب الإسرائيلية. ما يوفر للإعلام المناصر لدولة إسرائيل فرصة جديدة لتبرير أفعالها في حال رفضت حركة حماس الهدنة كما حصل في الجولات السابقة.
5- أخيراً إن المفاوضات حول الهدنة لن تستمر طويلاً، والوقت ينفذ بتسارع كبير وإذا فشلت قيادة حماس في إتخاذ قرارها النهائي لوقف الحرب ستثبت مرة أخرى أنها تخذّل الشعب الفلسطيني في محنته وأنها حركة غير مسؤولة في سلوكها السياسي والعملي.