بقلم: محمد داودية
تواصل ملكتنا الواثقة، الطرقَ على ترسانة التضليل الإعلامي الغربي، وضخ الوعي والتنوير بحقائق وأساسيات الصراع العربي الإسرائيلي الدموي الرهيب، الناشب منذ قرن، الذي أطاح بالسلم والاستقرار والتنمية في الإقليم برمته.
ملكتنا المثقفة المُلمة بجوهر الصراع وحقائقه، عبرت في أجوبتها يوم الخميس، على أسئلة الإعلامية الأميركية جوي ريد، على قناة MSNBC، بكل نزاهة وثقة وفصاحة وبيان، عن انحيازها إلى الحق والعدل والسلام، ووقوفها ضد الظلم والحرب والاحتلال، وحرصها على السلم العادل القابل للاستمرار، وفق قرارات الشرعية الدولية.
قدمت الملكة رانيا العبد الله، أطروحة غاية في الإقناع، ذات محتوى سياسي قانوني قيمي جديد، مبينة الطريق المفضية إلى وقف هذا الصراع المزمن، الذي أشعله ويديمه كيانُ الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يدرك بعد، ان القوة المفرطة، لن تجلب له الأمن والاستقرار، وأن حروبه، ستظل تحرق مقدرات شعوب المنطقة، وتعصف بتنميتها وسلامها واستقرارها.
وأبرز دليل على منطق جلالتها وحججها الصلبة، هو الاستفتاء الذي أجرته جامعة تل أبيب، وكانت نتيجته أن دخل كل إسرائيلي سيرتفع بنسبة 26 % لو عمّ السلام في المنطقة !!
إن مفهوم المخالفة يعني أن يرتفع دخل كل أردني ومصري وسوري وفلسطيني ولبناني بهذا المقدار تقريباً.
فحروب إسرائيل تسحب مقدرات الفلسطينيين والأردنيين والمصريين والسوريين واللبنانيين والإسرائيليين، إلى الإنفاق على متطلبات الأمن والدفاع، بدل الإنفاق على احتياجات التنمية والرفاه.
علاوة على الخسائر البشرية والمادية.
إن حروب الكيان الإسرائيلي التي لا تتوقف، هي أبرز الأمثلة على استحالة قهر إرادة الشعب العربي الفلسطيني، الذي يقاتل من أجل الحرية والاستقلال منذ قرن.
وحسب قانون الموازنة العامة الأردنية لهذا العام، يبلغ مجموع الإنفاق على الجهاز العسكري 1643 مليون دينار، مسجلاً ما نسبته 13.3% من مجموع النفقات العامة !!، في حين يبلغ الإنفاق على جهاز الأمن والسلامة 1498 مليون دينار. بما يعني ان مجموع الإنفاق على الجهاز العسكري وجهاز الأمن والسلامة يبلغ 3141 مليون دينار، مسجلاً ما نسبته 25.4% من مجموع النفقات العامة !!
نعتز بالملكة المثقفة التي تكمل مهام ملكنا المفدى لنصرة الحق والعدل والخير والسلم، وخاصة حق الشعب العربي الفلسطيني الشقيق في الحرية والكرامة والاستقلال.