خالتي ظريفة بتحلل!

منذ ما يقارب الأسبوع وخالتي ظريفة وأنا في جدال أحياناً صاخب لأن خالتي في مقام أمي فأنا حريص على أن لا يعلو صوتي على صوتها أحاول قدر الإمكان أن أسبر أغوارها لأعرف حقيقة وخلفية موقفها مما يدور في كل من غزة القاهرة وقطر. تقول خالتي ظريفة لن تتوقف الحرب حتى يحقق هذا المعفن ياهو ولو جزء من برنامج الحركة الصهيونية فهو حسب خالتي من اليوم الأول "نتانته فايحة وعلنية" يريد تهجير أهل غزة والاستيلاء على الكاز والغاز من بحر غزة(بالتأكيد تقصد حقول البترول والغاز) وعشان هيك هم والأمريكان بيبنوا البور العايم (قصدها الميناء العائم)  راح يجيبوا فلوكات كبيرة أكبر من المدينة (قصدها أكبر من الخليل)عشان يحملوا الغزازوة على بلاد برة.

ناقشتها بهدوء وقلت لها أنه المفاوضات ماشية في القاهرة وفي قطر وعلى الأغلب يتوصلوا إلى اتفاق هدنة طويل ويتبادلوا الرهائن مع المساجين ويدخلوا مساعدات لأهل غزة خاصة الشمال ويمكن يغضوا النظر عن اجتياح رفح، وقفت ونادت على إبني وقالتله إذا سمحت يا جده جيبلي كندرتي بدي أروح لأنه ابوك جنني بعد جهد وتدخل كل العيلة وافقت تقعد شرط اسمع وما أحكي وافقت وعندها استرسلت في التحليل والافتاء وختمت بما يلي ،تأجيل دخول رفح مربوط بإكمال البور العايم عشان يخففوا من سكان رفح قبل الهجوم، راح تيجي فلوكات(بواخر) كبيرة بتحمل كل وحدة أكثر من ألف زلمة ويطلعوا فيهم على البحر لإنه بيوتهم مهدمه ولبين ما يجيبوا خيام بوعدوهم يرجعوا بعد أسبوع لكن أكيد ما راح يرجعوا قبل ثمانين سنه يا ابن اختي زي (مثل) النكبة، وبس يفضوا رفح من النازحين بهاجموها وبهدوا (بيهدموا) الجدار مع مصر وهيك الناس الي ضلوا في رفح بيطلعوا على سينا والنتن بحقق واحد من أهدافه فهمت يا خالتي؟ اجبتها فهمت يا خالتي طبعا ثاني يوم الصبح روحت ومحسوبكم عم بحلل في خراريفها.

اليوم وبعد عملية كرم أبو سالم والتصعيد في الشمال قلت في عقلي والله يمكن خالتي معها حق، لكن كيف؟ سرحت بالخيال وأخذت أتذكر كل كلمه قالتها أذكر أنها قالت عشان يبرروا دخول رفح بعملوا (فرتينه) مش ضروري يعملوها همه، يمكن يعملها جاسوس ويمكن جاهل.

بصراحة تشوشت أفكاري ومع تسارع الأحداث قلت الدهن في العتاقي وظريفة معاها حق وبديت أربط الأمور في بعضها، قرارات الكابينيت الإسرائيلي بحظر الجزيرة لافتعال مشكلة مع قطر تمنعها من اقناع حماس بالتنازل، معركة دير الغصون /طولكرم مصادقة الحكومة على ضرورة إنهاء الاستعدادات لدخول رفح، ما تقوم به الحكومة الأمريكية من قمع للمحتجين بتهمة معاداة السامية بغية اقناع العالم بأن إسرائيل ضحية ومن أجل تبرير اجتياح الجامعات ضغطت على إدارة تلك الجامعات لطلب تدخل الأمن حينا ووظفت المئات من أنصار إسرائيل داخل وخارج الجامعات لافتعال صدام مع المحتجين يبرر تدخل الشرطة. التهديدات الأمريكية لمحكمة الجنايات والضغط عليها لغايات عدم إصدار مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين والتهديد الإسرائيلي بمعاقبة السلطة في حال صدرت مثل هذه المذكرات.

الله يستر وما يطلع الحق مع خالتي ظريفة وتكون إسرائيل في الطريق إلى تهجير غالبية سكان القطاع سواء براً إلى مصر أو بحراً عبر الميناء العائم إلى اصقاع الأرض، وإن حصل أم تأجل لسبب أو لآخر ماذا أعددنا نحن حماة المشروع الوطني في مواجهة ذلك وماذا وفرنا من أسباب الصمود لأهلنا في غزة حتى لا يبحثوا هم أنفسهم عن هجرة طوعية تسهل مهمة النتن.

Loading...