لا شك في أن موافقة حماس على المبادرة المصرية القطرية، رجحت كفة تحقيق هدنة وتبادل، وأن إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة واحتشاد الوسطاء جميعا هناك اليوم يشجع توقع إنضاج الهدنة والتبادل، دون أن تضمن نهاية للحرب، التي تحتاج إلى جهد مكثف وطويل الأمد لبلوغها.
نتنياهو المحشور بالزاوية، والذي لا يستطيع الإفلات من تهمة العمل على تعطيل أي وقف ولو مؤقت ومحدود لإطلاق النار، سيواصل التربص واختلاق الذرائع لمواصلة الحرب، وإن بوتائر مختلفة نظراً ليقينه بأن انتهائها يعني انتهاء حياته السياسية، والشروع في فتح الملفات الشائكة المتعلقة بجرائمه بدءً من قضايا الفساد، وتآمره على القضاء وتقصيره في زلزال السابع من أكتوبر.
ابتهج أهل غزة وتفاءل الفلسطينيون بعد قرار حماس بالموافقة على المبادرة المصرية القطرية، حتى أن أهلنا في غزة تظاهروا فوق الركام تفاؤلا بغد هادئ ينتظرونه، غير أن ذلك لا يلغي مواصلة الحذر من نتنياهو الذي يعتبر غزة وليس رفح وحدها، الضمان المتبقي له في البقاء على سدة الحكم ولو إلى حين انتهاء ولايته.
احتمالات إقرار الصفقة واردة، وواجب الحذر من نتنياهو ينبغي أن يظل واردا وفي حالة يقظة دائمة..
يقال أن الكرة صارت في الملعب الإسرائيلي والأصح أنها في الملعب الأمريكي كذلك، ولنرى كيف يتصرف هؤلاء.
حماس بموافقتها خلصت نفسها من تهمة التعطيل، وإسرائيل بتحفظها أوقعت نفسها تحت طائلة الاتهام، والوسطاء ومنهم أمريكا ينبغي أن يتخذوا دور المحكّم الذي لابد وأن يقول كلمته الحاسمة.