قضية 7 أيار هي إحدى القضايا التي أعتقد بل "أتيقّن" أنّها ستحال إلى محكمة الأحفاد لأن محاكم اليوم التي تُعنى بآلام الخائفين والجائعين لن تُحقق أي عدالة.
هل يدرك من ارتكب جرم احتلال بيروت أنه ترك وراءه أمهات وآباء لا تنام جفونهم، لفقدانهم أعز ما يملكون: فلذات أكبادهم؟ حياتهم باتت سواداً دامساً، ممزوجةً بانتظارٍ لا ينقطع وذكرياتٍ لطفولةٍ وضحكاتٍ قديمةٍ تتذكرها جيهان (أم خالد). وإذا نسيت إحداها، يذكرها أبو خالد الذي أصبح بعد خالد وكأنه يعمل حاجبًا على باب الحزن. هذا هو عنوان استعمال السلاح في الداخل!! خالد يخاطبكم بلسانٍ يقطعه الفقدان ... أعطوني طفولتي وضحكاتي القديمة... أعطيكم دموع أمي لأسافر بعيدًا...
قد أعجز عن التعبير عما أريد قوله، لذا سألجأ إلى استعادة ما قاله محمد الماغوط عن الشهداء: " بعد عشرين دونماً من الشهداء الأبرار، ثمة قطعة أرض من هذا الوطن لا تصلح للزراعة ولا للشهادة ولا للإقامة ولا للانتظار، فتوقفت على حدودها.. وأشعلت لفافة أمام موال ريفي قديم له عندي ذكريات لا تنس ... ولقتل الوقت بطريقة حضارية.. استعرت زر ورد... ولم يكن عندي من أحتفل به في هذه المناسبة.. سوى الوطن."
كلّ الكتب وكلّ التجارب تُثبت أنّ استخدام السلاح داخل الوطن وبين أبنائه لن يُفضي إلا إلى الموت جوعاً أو سجناً أو خوفاً، وفي أحسن الأحوال انتظاراً لا ينتهي!!
تحيّة إلى روح خالد جراب