مقالات مختارة

أسباب كافية لاجتياح رفح

بقلم: رون بن يشاي

انتهاء المحادثات في القاهرة دون موافقة "حماس"، إلى جانب المقذوفات من رفح، يؤديان إلى قرار واحد: على الجيش الإسرائيلي أن يناور في رفح في اقرب وقت ممكن. عليه أن يفكك جيش الإرهاب في المدينة من أجل امن سكان النقب وكي يعيد المخطوفين، إذ لا توجد رافعة ضغط أخرى. طالما كان جيش مخربين نشط في غزة، لن يتمكن سكان الغلاف من العودة إلى بيوتهم.
يبدو أن "حماس" فتحت لأصحاب القرار في إسرائيل "معضلة رفح". فانتهاء المحادثات في القاهرة في موضوع المخطوفين دون أن تتحقق موافقة "حماس" على المنحى الإسرائيلي – الأميركي للصفقة، وكذا إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من رفح إلى أراضي إسرائيل – والذي أصيب بها اكثر من عشرة إسرائيليين – يؤديان إلى قرار باتجاه واحد: على الجيش أن يناور في رفح فورا. في وقت سابق من هذا اليوم (امس)، انعقد "الكابنيت" لإدارة الحرب ويبدو أنه بحث في هذا الإمكانية. ينبغي فقط الأمل في أن يكون البحث هو في أي منحى من تلك التي اعدها الجيش وتدرب عليها ينبغي الاختيار وإصدار الأمر للجيش لتنفيذه. ينبغي لهذا أن يحصل في اقرب وقت ممكن، كي لا تتبدد الشرعية الدولية والأميركية ولأجل استغلال نافذة الفرص الناشئة لأجل التفكيك النهائي على الأقل لقوة "حماس" العسكرية في القطاع. إن وقف المحادثات في القاهرة على صفقة المخطوفين مع وفد "حماس" يدل على أن السنوار ورجاله لا يلح عليهم أي شيء. ليس عليهم أي ضغط ذي مغزى للوصول إلى صفقة مخطوفين جزئية أو كبرى، بل العكس – توجد لهم الآن مصلحة واضحة في تسويف المفاوضات على مدى أسابيع بل وربما حتى اشهر. ذلك على افتراض - ليس غير معقول من ناحيتهم – بأن الضغط الدولي والضغط الداخلي في إسرائيل من جانب احتجاج عائلات المخطوفين ومؤيديهم سيجبران في النهاية ليس فقط وزراء "الكابنيت" الضيق بل وأيضا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزيرين سموتريتش وبن غفير على الموافقة على إنهاء الحرب.
لم يتبقَ لدولة إسرائيل عمليا خيار آخر غير استخدام الرافعة العسكرية على "حماس"، والرافعة الوحيدة لدى إسرائيل الآن في هذا الشأن هي مناورة داخل رفح وداخل منطقة معسكرات الوسط وربما حتى عملية قوية معادة في شمال القطاع. بالمقابل، تقليص المساعدات الإنسانية كرافعة ضغط ليس واردا بالحسبان، لأنه سيضعنا في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية ومع الأسرة الدولية.
إن إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، امس، هو برهان بسيط على أن دولة إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" أن يبقيا قوة نظامية عسكرية نشطة في قطاع غزة، حتى لو كان هذا جيبا صغيرا نسبيا في منطقة رفح. هذا ليس فقط لأنه أصيب اكثر من عشرة إسرائيليين، وليس فقط لأنه أصيب بيت في كيبوتس كرم سالم بل لأن النار من قطاع غزة تثبت أنه طالما توجد كتائب لـ"حماس" و"الجهاد" تؤدي مهامها في أي منطقة في القطاع، فإن سكان النقب الغربي لن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم.
مع أنه كانت مؤخرا محاولات لإطلاق مقذوفات من شمال القطاع أيضا، حيث ناور الجيش وفعل هذا بنجاح، لكن من اللحظة التي خرج فيها الجيش استؤنف هنا وهناك إطلاق المقذوفات. رغم ذلك هذه المقذوفات كانت فاشلة في معظمها والقسم الأكبر منها سقط بعامة في أراضي القطاع. كان الحديث يدور عن صواريخ قليلة أو قذائف هاون قليلة أطلقت بشكل عشوائي ودون تخطيط.
يبدو أن ما كان، امس، في رفح هو إطلاق مخطط وفقا لمعلومات استخبارية على أهداف محددة وبتنسيق عسكري كامل، مثلما يعرف جيش إرهاب "حماس" بأنه قادر على ذلك. الإطلاق نسق اغلب الظن من مركز واحد وجه نحو هدف ونفذ بطريقة حسب الاستخبارات انطلاقا من النية لإلحاق إصابات في أوساط قواتنا ولأجل تحقيق هدف مزدوج وهو البرهان للعالم الإسلامي والفلسطيني بأن "حماس" لم تستسلم وأنها لا تخاف دخول الجيش إلى رفح في الظروف الحالية.
رغم الأسى على المصابين من بين رجالنا، لا تحتاج دولة إسرائيل إلى دليل افضل للعالم والى الداخل أيضا على أن عملية في رفح ضرورية ليس فقط لأجل إزالة تهديد "حماس" و"الجهاد" على إسرائيل ومنع ترميم قوتها العسكرية في بعض الأجزاء من القطاع بل وأيضا لأجل الوصول إلى صفقة تحرير المخطوفين دون أن تتمكن "حماس" من حمل إسرائيل على وقف الحرب وعرض نفسها كمنتصرة فيها.
الظروف التي أصيب فيها الإسرائيليون كنتيجة لرشقة الصواريخ وقذائف الهاون والتي كانت متوقعة يجب أن يحقق فيها حتى النهاية بهدف استخلاص الدروس. نأمل انه لم يكن هنا إهمال لكن حتى لو كان إهمال أو عمل غير صحيح في الجانب الإسرائيلي، هذا لا يغير السطر الأخير وهو أن الجيش الإسرائيلي ملزم بالدخول إلى رفح، وفي الوقت نفسه يجب العودة والإيضاح انه يجب عمل ذلك بعقل. توجد عدة مناحٍ اعدها الجيش الإسرائيلي وفقا لحجم العملية والحاجة لإخلاء اللاجئين الذين يوجدون في المدينة. يمكن التقدير أن "كابنيت" الحرب سيختار احدها ويصدر الأوامر دون إرجاء.

عن يديعوت أحرونوت

Loading...