مقالات مختارة

عن احتمال تصفية السنوار مع المخطوفين!

بقلم: عيناب شيف

«ماذا سيحصل عندما يغلق الجيش الإسرائيلي على السنوار، وتكون طائرات سلاح الجو من فوق مع قنابل مخترقة للخنادق لكن يتبين انه يوجد إلى جانبه مخطوفون؟» سأل عميت سيغال في مقاله الأسبوعي في هذه الصحيفة. «توجد محافل رفيعة المستوى للغاية، بقرب آخر قمة الهرم، تعتقد أنه ستكون حاجة للهجوم. هذا سيكون بالتأكيد النقاش الأكثر دراماتيكية في الحرب، لعله الأكثر دراماتيكية في تاريخ الدولة».
لشدة الأسف، حتى لو كانت الأمور لا تزال افتراضية، فهي ليست مستبعدة: ليس السيناريو العسكري الذي يصفه سيغال ولا حتى الحقيقة المقلقة التي تقول، إنه توجد محافل رفيعة المستوى للغاية، بقرب آخر قمة الهرم، تعتقد بأن تصفية زعيم «حماس» في القطاع تبرر تصفية رهائن ورهينات، اختطفوا من بيوتهم ومن قواعدهم في 7 أكتوبر، بعد الإخفاق السياسي والعسكري الأخطر في تاريخ الدولة. ما لا يقل إذهالا هو أن هذه الأقوال لم تترجم إلى مطلب جماهيري للمعرفة الفورية لمن هم أولئك «المحافل رفيعة المستوى للغاية» الذين يسمحون لأنفسهم بالتفكير في هذه الإمكانية الرهيبة، التي تكشف كم هو كاذب عرض أهداف الحرب كأهداف متكاملة وليست متضاربة.
عمليا، مجرد وجود المعضلة المزعومة، «موت السنوار أو المخطوفون أحياء»، يشرح لماذا الكثير من العائلات تنظر إلى الحكم الحالي بشك يقترب من القلق الوجودي: فهذا ليس فقط عجزا اقتاد «حماس» لأن تضرب إسرائيل بشكل غير مسبوق بل هو أيضا الإحساس المتعمق في أن إعادة المخطوفين والمخطوفات لا يوجد في رأس سلم الأولويات ولا حتى في المكان الثاني. واضح للجميع أن «الموت العادل للسنوار، مهما كان سائدا ومؤثرا وكميات الدم الإسرائيلي التي على يديه لن يشكل «تصفية حماس». وعليه فإن تصفية المخطوفين والمخطوفات بنار إسرائيلية، كما وصف سيغال ذلك، لا يمكنه أن يعتبر ضررا عرضيا.
يبدو انه يجدر بنا أن نذكر هذا المرة تلو الأخرى وبالتأكيد تحت حكومة مع وزراء ووزيرات يتقطرون مسيحانية أو عدم اكتراث مقزز تجاه جمهور لا ينتمي لقاعدتهم السياسية، لكن المخطوفين والمخطوفات ليسوا وجع رأس مزعجا – بل ضحايا خرق مهين للعقد الاجتماعي. فعرض الدين تجاههم كمساو في القيمة لهدف كـتصفية السنوار أو كل مسؤول كبير آخر من «حماس» يضيف فقط خطيئة على الجريمة. هذا صحيح ليس فقط بالنسبة للمواطنين والمواطنات الذين يوجدون منذ نحو 100 يوم في الأسر، ومن يدري كم منهم بقي على قيد الحياة وأي فظائع يجتازونها هناك بل أيضا بالنسبة للجنود والمجندات الذين علقوا في ذاك السبت في مهمة مستحيلة دون أي قدرة حقيقية للتصدي لها.
مرغوب أيضا التساؤل كيف ينام في الليل القائد الذي سيصدر الأمر والطيار الذي سينفذه، إذا ما اصدر لا سمح الله. لعله يتوجب أن يسألوا العميد باراك حيرام الذي بنفسه أمر بقصف بيت قيسي كوهن الراحل في بيري رغم أنه كان فيه أسرى وأسيرات. بخلاف حملة مفعمة بالسم وحقيرة تجري ضد ضابط عظيم الحقوق، من الصعب أن نتخيل الوضعية المعقدة التي عمل فيها العميد حيرام في ذاك السبت تحت ضغط ساحق وشال. لكن طالما لا يعطي الجيش الإسرائيلي أجوبة كاملة وشفافة على ما كان هناك فإن التفكير في مس إضافي بالمخطوفين بـ»نار صديقة» (وحتى بعد المهزلة التي أدت إلى موت الون شمريز، يوتم حاييم وسامر طلالقة الراحلين) ببساطة لا يطاق.
«هذا سيكون بالتأكيد النقاش الأكثر دراماتيكية في الحرب، وربما الأكثر دراماتيكية في تاريخ الدولة»، يكتب سيغال عن القرار هل يُصفى السنوار بثمن حياة مخطوفين ومخطوفات. مع كل الاحترام، ليس واضحا أي صلاحيات أخلاقية توجد لأي كان بإجراء مثل هذا النقاش على الإطلاق.

عن «يديعوت أحرونوت»
 

Loading...