فِعلُ النار والديبلوماسية يتجسد بأوضح صورة في حرب غزة الطويلة.. وموقعة رفح الراهنة.
النار يتولاها نتنياهو وجيشه وقيادة حربه، والديبلوماسية تتولاها الإدارة الأمريكية، التي وضعت قاعدة قوامها "نتفق مع نتنياهو على الهدف، ونختلف معه على بعض الوسائل" وهذه القاعدة وفّرت لنتنياهو دعماً أمريكياً ثميناً، لولاه لخسر الحرب من بدايتها، ولم توفر لأمريكا براءة من المشاركة المباشرة في الحرب.
يذكرنا ما يجري الآن على ساحة غزة وأخيراً وليس آخراً رفح، ما كان يجري في بيروت حين كانت النار من مسؤولية شارون، والديبلوماسية من مسؤوليات فيليب حبيب، مع أمر عكسي أن الاثنين كانا متفقان على الوسيلة، ومختلفان على الهدف، شارون كان يريدها تصفية جذرية لعرفات وقواته بالقتل أو الأسر أو الإبادة، وحبيب الأمريكي من أصل لبناني كان يريدها حرباً لإخراج عرفات وقواته من لبنان، ونقله من خنادق القتال إلى غرف المفاوضات.. وهذا أمر لم يحدث مثله مع حماس غزة، وقد تجري تجربته على من هم في الخارج والأيام القادمة سوف تنبئنا بالخبر اليقين.