فقدت إسرائيل عقلها، جرّاء التصويت الكاسح لمصلحة عضوية فلسطين كدولة في الأمم المتحدة، ومشهد المندوب الإسرائيلي وهو يفرم ميثاق الأمم المتحدة أمام جميع أعضاء الجمعية العامة، يجسد جنوناً ينم عن ضعف وعجز وطيش، وكأن المجتمع الدولي وتحديداً الذي صوّت لصالح فلسطين، ينبغي أن يتلقى أوامره من حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.
إن الذين صوتوا لصالح فلسطين يمثلون مليارات البشر المنتشرين على القارات الخمس، ومن لم يصوت وامتنع فلا يؤيدون إسرائيل بقدر ما يلتزمون بحسابات خاصة بدولهم.
إذاً وبحسبة بسيطة فإن ما لإسرائيل من المجتمع الدولي نسبة تكاد لا تذكر من ضآلتها، وهذا ما دفع ممثل الدولة العبرية إلى فعل ما فعل.
إن "إردان" لم يفرم ورقة، بل فرم المعاني الإنسانية التي تعتنقها شعوب العالم، والتي أدى التنكر الفظ لها، إلى مثول الدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية كمتهم، وقرب ملاحقة محكمة الجنايات لقادة "واحة الديموقراطية" في الشرق الأوسط وجنرالات الجيش الذي لا يقهر.
المتوقع والمؤكد، أنه كلما ذهب العالم إلى مجلس الأمن لتفعيل قراراته تستخدم أمريكا الفيتو، وهي بذلك تمارس قهراً دائماً ليس للفلسطينيين وحدهم، وإنما لكل من يصوت لمصلحتهم، ويدعو لقيام دولتهم.
إن وقوف أمريكا وإسرائيل في جهة، وكل العالم في جهة مقابلة، هو بداية منطقية لتفاؤل مبرر بأن الحق والعدالة سينتصران أخيراً.