كان نتنياهو وفي كل الاحتفالات الإسرائيلية التي توصف بالتاريخية، يعتلي المنصات ويستولي على الجمهور الذي أمامه أو الذي يتابع الشاشات، حتى أنه نقل هذه الموهبة إلى الأمم المتحدة، حيث التباهي بنجاحات إسرائيل في مجال الالكترونيات وتقزيم الطماطم.
غير أن براعة الخطابة، وعبقرية القدرة على الادعاء بلا حدود، لم تعد توفر لنتنياهو ما يصبو إليه كملك لإسرائيل إلى أبد الآبدين.
ملك اسرائيل قبل حرب غزة، انتقل من بيته إلى المطار بمروحية عسكرية ليس استعجالاً بل لأنه شاهد على الكاميرات الحشود التي ستمنع سيارته من المرور براً إلى المطار، كان هذا أحد مؤشرات العد التنازلي.
والآن أي بين الأمس القريب وما ستأتي من أيام، لم يستطع نتنياهو الوقوف مباشرة على المنصة في الاحتفال، بل أرسل شريطاً مسجلاً أو مصوراً لا فرق.. تحدث فيه بلغة الأمجاد والإنجازات، مع أن الذين راقبوا المشهد عرّوه تماماً من كل الأردية التي يلبسها لتسويق ذاته، وهي اللغة والمنصة، والإدعاء.
لم يتوقف الأمر عند الجمهور الذي أهانه، بل امتد ليشمل جنرالات عاملين واحتياط في الجيش والأجهزة الأمنية، الذين يتحدون على جملة واحدة، على نتنياهو أن يرحل وأن يتوقف عن المغامرة بجيش إسرائيل وأمنها ومصيرها لمصلحته الشخصية.