من الخامس عشر من أيّار العام 48، إلى العام السادس والسبعين على النكبة. تمكن الفلسطينيون ومن معهم من العرب والعالم، من تحويل النكبة إلى كفاح متواصل لاستعادة الحقوق، وإنهاء الاحتلال.
التضحيات جسيمة والتحولات التي أنتجتها النكبة كثيرة وكبيرة، حتى أضحت القضية الفلسطينية قضية العالم الأولى ومهما نشأت قضايا موازية أو منافسة إلا أنها تظل في موقع الصدارة، وما يجري الآن على أرض فلسطين، من احتلال واستيطان وحرب ومقاومة، يؤكد أن النكبة وإن ظلت متواصلة بالاحتلال، إلا أن الاحتلال ذاته واقع في مأزق فلسطيني وإقليمي وعالمي، فهو غارق في حروبه، وغارق في أزماته وغارق في غموض مستقبله.
ليس هذا ما نقوله كفلسطينيين، بل إن كثيرين في إسرائيل يجاهرون به.
لقد نجح الشعب الفلسطيني رغم هول الحروب غير المتكافئة عليه، في بناء نفسه والحفاظ على هويته الوطنية واستحالة رفعه الراية البيضاء مهما بلغت التضحيات.
غير أن الأمر لا يخلو من نكبات فلسطينية تحتاج إلى جهد فوري وحاسم وجذري لإنهائها كالانقسام والتشرذم والصراع الداخلي بكافة أشكاله.
لقد نجح الشعب الفلسطيني في احتواء النكبة الأولى، بالنضال الشامل ضد صناعها الإسرائيليين وحلفائهم، وما الذي ينبغي أن ينجح كذلك استعادة الوحدة كشرط لا غنى عنه لبلوغ الحرية المنشودة والاستقلال.