انشغلت وسائل الإعلام بالخلافات الحادة بين نتنياهو، وأركان مجلس الحرب، غالانت وغانتس، الثلاثة ومعهم الجنرال المراقب آيزنكوت يتشاجرون، ما يجعل من مجلس الحرب مجرد هيكل مفرغ من المضمون، إلا أنه مجرد غطاء لتفرد نتنياهو بالقرار.
الخلافات بين الثلاثة جدية، ولكنها يجب أن تُفهم في سياقها المنطقي، أي أنها خلاف بين طامع بالبقاء على رأس القيادة والقرار "نتنياهو"، وبين متطلعين لخلافته حين تدور الدوائر عليه، ويخلو موقع الرجل الأول من ساكنه طويل الأمد.
عنوان الخلاف الذي يستخدم للتصدير المحلي هو ماذا ستفعل إسرائيل في اليوم التالي لوقف الحرب على غزة؟ -مع أن لا مؤشرات جدية على توقفها-، أمّا الاتفاق الضمني بين الثلاثة، فهو تجنب الحديث عن أصل المشكلة، أي حل القضية الفلسطينية كما يرضى الفلسطينيون والعرب والعالم.
الثلاثة مصابون كغيرهم بمرض سياسي مزمن وهو أن كل القضايا داخلية أم خارجية مع الفلسطينيين والعرب وأمريكا والعالم، تحل باتفاق إسرائيلي إسرائيلي، دون إقامة أي وزن للطرف الآخر.
هم مختلفون على مستقبلهم في الحكم، ولكنهم متفقون على اللاحل مع الفلسطينيين، وهذا كل ما في الأمر.
جاء سوليفان وذهب، جاء بايدن أو ترمب، جاء من جاء وذهب من ذهب، فهذه هي إسرائيل التي جربناها والتي وصفها كسينجر بدقة.. "لا يوجد في إسرائيل سياسة خارجية، بل داخلية فقط"
وعلى أمريكا والعالم والجميع أن يتكيف مع هذا الشذوذ السياسي الذي يحكم قرارات وسياسات الدولة العبرية.