أُسقطت أم سَقطت مروحية الرئيس الإيراني؟

إن ذهاب وفد إيراني بهذا المستوى للمشاركة في افتتاح سد بين إيران وأذربيجان على نهر آراس في أذربيجان الشرقية كان يهدف بين غايات أخرى إلى استثمار هذا السد في تحسين العلاقة المضطربة بينهما، نتيجة التوغل الإسرائيلي في أذربيجان واستخدام أراضيها للتجسس على الجمهورية الإيرانية، مضافاً إليه موقف إيران غير القاطع في موضوع الصراع الأذري الأرميني على إقليم ناجورنو كاراباخ في حينه.

إن تحطم واحدة من بين المروحيات الثلاثة وبالأخص التي تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وحاكم الإقليم، إضافة إلى مستشار مرشد الثورة، فتح الباب على مصراعيه للترويج لشائعات يتبناها المؤمنون بنظرية المؤامرة.

وهنا ومن أجل الموضوعية لا بد من تسليط الضوء على علاقات أذربيجان بإسرائيل اللذان يعدان المتهمين الرئيسيين ضمن نظرية المؤامرة مضافاً إليهما أذرع مخابرات الدولتين داخل إيران وفي الجوار بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وإعلان أذربيجان الاستقلال بادرت إسرائيل للاعتراف بالجمهورية الوليدة، وكانت من بين أوائل الدول المعترفة. ففي سنة 2009 حسب ويكيليكس صرح الرئيس الأذري الهام علييف بأن العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان تشبه جبل جليد تخفي المياه تسعة أعشاره. تستورد أذربيجان 70% من تسليح جيشها من إسرائيل، بينما تستورد إسرائيل 40% من احتياجاتها من النفط من أذربيجان وتسعى لاستيراد الغاز أيضاً. تسيطر إسرائيل على كل شبكات الاتصال السلكي واللاسلكي.

أقامت إسرائيل مصنع للملاحة الجوية في باكو كما أن هناك شراكة بين الشركة الإسرائيلية). لتعزيز الدفاع الأذري Caspian والشركة الاذرية لبناء السفن ((Meteor Aerospace)   

يشار إلى أن أذربيجان تصدت لهجوم أرمني على باكو باستخدام النظام الإسرائيلي باراك 8 للدفاع الجوي مما مكنها من استعادة غالبية مناطق الإقليم.

إيران وعبر أذرعها في المنطقة وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني أدخلت إسرائيل في نوع جديد من الحروب مما أجبر الإسرائيليين على الرد بطريقة جنونية هذا الرد الإسرائيلي الاجرامي أدى إلى موجة تعاطف غير مسبوقة عالمياً مع الشعب الفلسطيني وليس هذا فحسب بل إن إسرائيل التي هَزمت الجيوش العربية سواء في النكبة أو النكسة في وقت قياسي و التي تعودت على مهاجمة أعدائها دونما رد يذكر وجدت نفسها عاجزة عن الرد على الهجوم الإيراني ليلة 13 ابريل بالشكل الذي اعتادت عليه، ثم أنها وجدت نفسها عاجزة عن تحقيق أي انتصار على بضعة آلاف من المقاتلين الفلسطينيين خاصة وانها تتفوق عليهم عدداً وعدة.

ورغم جسور إعادة التسليح وتعويض المستهلك من الأسلحة والعتاد الذي تقوم به الإدارة الأمريكية وحلفائها سواء في المنطقة أو في أوروبا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا إضافة إلى حماية قانونية تقدمها أمريكا في مجلس الأمن الدولي.

بناء على كل المعطيات الآنفة الذكر، هل بالإمكان توجيه أصابع الاتهام سواء لإسرائيل منفردة كجزء من ردها على هجوم ليلة 13 ابريل الماضي أو بالتعاون مع أطراف أخرى في مقدمتها أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية، أم أننا بحاجة إلى تحليل معمق للمشهد الإيراني الداخلي؟ بالتأكيد أن إيران وحلفائها وبعد إجراء التحقيقات اللازمة سيكون لديها رد صارم في حال ثبوت نظرية المؤامرة سواء داخلية أو خارجية أو كلاهما معاً. إلى ذلك الحين لنعتمد نظرية أن ما حصل حدث عرضي مرتبط بالأحوال الجوية وأنه قضاء وقدر.

Loading...